يستعد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لزيارة مهمة إلى البيت الأبيض، يتوقع أن ترسم مسار العلاقات الثنائية للثمانين عامًا القادمة. تأتي هذه الزيارة بعد سبع سنوات من الانقطاع وتتزامن مع الذكرى الثمانين لـ "ميثاق كوينسي" الذي أرسى أسس الشراكة الأمنية المتبادلة بين الرياض وواشنطن في عام 1945.

في إطار ميثاق كوينسي، الذي أبرم بين الملك عبد العزيز والرئيس فرانكلين روزفلت، التزمت المملكة العربية السعودية بتزويد الولايات المتحدة بالنفط مقابل الحماية العسكرية. وتهدف الزيارة الحالية إلى تعزيز هذا التحالف التاريخي، في حين يعرب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن رغبته في رؤية تطبيع العلاقات بين بلاده وإسرائيل.

يصل الزعيم السعودي البالغ من العمر 40 عامًا، والمعروف باسم "محمد بن سلمان"، إلى واشنطن بثقة من اكتسب مكانة إقليمية ودولية كبيرة. وعلى الرغم من حادثة اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي في عام 2018، والتي وصمت سمعته، إلا أن العزلة الدولية لمحمد بن سلمان قد أصبحت من الماضي. فقد كسر الرئيس السابق جو بايدن هذه العزلة في عام 2022، لمواجهة الارتفاع الحاد في أسعار النفط الناجم عن الأحداث في أوكرانيا. كما أكد دونالد ترامب أهمية العلاقات من خلال تخصيص أول زيارة خارجية له في مايو – باستثناء رحلة إلى روما لحضور جنازة البابا فرنسيس – للمملكة العربية السعودية، مستعرضًا علاقاتهما الشخصية ووعودًا باستثمارات سعودية ضخمة في الولايات المتحدة.