في كلمات قليلة
ترى وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة أن الولايات المتحدة باتت تنظر إلى سيادة القانون كعقبة في سياستها الخارجية العدوانية الجديدة. تتجلى هذه السياسة في تصريحات الرئيس الأمريكي حول قتل مهربي المخدرات، والعمليات العسكرية في الكاريبي، وتزايد الضغط على فنزويلا، مما يعكس تحولاً جذرياً عن النهج التقليدي.
ترى وزيرة الخارجية الإسبانية السابقة، آنا بالاسيو، أن سياسة الإدارة الأمريكية الحالية تشكل خروجاً عن سياسات أسلافها الذين حاولوا الموازنة بين "مثالية وودرو ويلسون وواقعية ثيودور روزفلت". وتعتبر بالاسيو أن الولايات المتحدة باتت تنظر إلى سيادة القانون كعقبة يجب تجاوزها.
في 23 أكتوبر، صرح الرئيس الأمريكي في البيت الأبيض قائلاً: "سنقوم ببساطة بقتل الأشخاص الذين يدخلون المخدرات إلى بلادنا". في الحقيقة، كانت إدارته قد بدأت بالفعل في تنفيذ ذلك في البحر الكاريبي وشرق المحيط الهادئ، بهدف تدمير السفن المشتبه في نقلها للمخدرات وقتل من على متنها، وقد بلغ عدد القتلى 64 شخصاً على الأقل حتى الآن. في مواجهة مثل هذه التهديدات، تتضح معالم نوع جديد من السياسة الخارجية الأمريكية، تتسم بالعنف الشديد.
هذا المنهج الجديد يذكر بالمبدأ الذي صاغه الرئيس جيمس مونرو عام 1823، والذي اعتبر أي تدخل أجنبي في الأمريكتين – وخاصة الاستعمار الأوروبي في أمريكا اللاتينية – عملاً عدائياً. وفي عام 1904، وسّع الرئيس ثيودور روزفلت هذه الفكرة، حيث أكد "تعديل روزفلت لمبدأ مونرو" أن الولايات المتحدة تتحمل "مسؤولية الحفاظ على النظام وحماية الأرواح والممتلكات" في جميع دول أمريكا الشمالية والجنوبية، ما يعني عملياً التدخل في سيادة الدول الأخرى بذريعة وجودها في نطاق نفوذ الولايات المتحدة.
التشابهات مع نهج الرئيس الحالي واضحة. فبالإضافة إلى الغارات الجوية الأخيرة التي غالباً ما وقعت بالقرب من المياه الفنزويلية، اتهمت إدارته مجدداً الرئيس مادورو بقيادة "نظام إرهاب المخدرات". ويضاف إلى ذلك تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في الكاريبي بسفن حربية وطائرات مراقبة وقوات برية؛ مما يشير إلى أن الولايات المتحدة لا تسعى فقط لتعطيل تجارة المخدرات، بل تفكر في تغيير النظام.