اليسار الفرنسي في مأزق: هل يمكن الانفصال عن حزب ميلانشون المثير للجدل؟

اليسار الفرنسي في مأزق: هل يمكن الانفصال عن حزب ميلانشون المثير للجدل؟

في كلمات قليلة

تتصاعد التوترات داخل التحالف اليساري الفرنسي "الجبهة الشعبية الجديدة". يجد شركاء حزب جان لوك ميلانشون LFI صعوبة في الانفصال التام عنه، رغم الانتقادات الموجهة لأساليبه وتهم معاداة السامية.


يؤكد شركاء حزب "فرنسا الأبية" (LFI)، اليساري المتطرف، ضمن التحالف اليساري الجديد "الجبهة الشعبية الجديدة"، عزمهم على إعادة بناء اليسار بعيدًا عن تأثير زعيمه جان لوك ميلانشون. لكن هذا الانفصال المعلن بالكلمات لا يزال غامضًا على أرض الواقع.

منذ تأسيسه، كان حزب LFI مصدرًا للجدل السياسي. يلقي النقاد الضوء على الممارسات العدوانية لما يسمونه "قطيع" أنصار ميلانشون، حيث تلخص السيطرة والتهديدات أسلوب عمل هذا الحزب، القوة الرئيسية في اليسار الفرنسي. فبدلاً من الحوار، يلجأ أعضاء LFI بشكل متزايد إلى الإهانات والشتائم.

الأهم من ذلك، هو أن الحزب، تحت غطاء محاربة "الإسلاموفوبيا"، يتبنى توجهًا طائفيًا يصل إلى حد التساهل مع الإسلام السياسي، بل ويحمل بشكل متزايد نفحات من معاداة السامية، كما تجلى في بعض الأحداث الأخيرة مثل إقصاء الاشتراكي جيروم غيدج من مظاهرة "ضد الإسلاموفوبيا". ناهيك عن الكراهية المعلنة تجاه الشرطة التي يتهمونها بالقتل.

في حين كان جان لوك ميلانشون يصرخ قائلًا "الجمهورية أنا"، فإن كل شيء يشير إلى أن حزب "فرنسا الأبية" يبتعد عن هذا "المجال الجمهوري" الذي لطالما اعتبر نفسه جزءًا منه.

يرى بعض المحللين أنه لتحقيق انفصال موثوق وcredible عن حزب LFI، يحتاج شركاؤه في التحالف اليساري إلى إقامة ما يسمونه "الحبل الصحي" الحقيقي حوله – وهو عبارة عن حاجز أو عزل سياسي عن القوى التي تعتبره تهديدًا للقيم الجمهورية ومصدرًا للصراعات الداخلية في المعسكر اليساري.

Read in other languages

نبذة عن المؤلف

سيرجي - محلل اقتصادي، يحلل الأسواق المالية في فرنسا والاتجاهات الاقتصادية العالمية. تساعد مقالاته القراء على فهم العمليات الاقتصادية المعقدة.