«أمور تحدث»: ترامب ومقتل خاشقجي – نظرة نقدية لفلسفة السلطة

«أمور تحدث»: ترامب ومقتل خاشقجي – نظرة نقدية لفلسفة السلطة

في كلمات قليلة

انتقد الصحفي بيتر فانديرميرش بشدة تصريحات دونالد ترامب حول اغتيال جمال خاشقجي، واصفاً إياها بأنها تعكس فلسفة سلطوية ساخرة. وأكد أن عبارة «أمور تحدث» تقلل من شأن الجريمة السياسية وتقوض أسس حرية التعبير.


وجه الصحفي بيتر فانديرميرش انتقادات حادة لتصريحات الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بشأن اغتيال الصحفي السعودي جمال خاشقجي. وعبر فانديرميرش، رئيس التحرير السابق لصحيفة "دي ستاندارد" البلجيكية، عن استيائه في مقال رأي لصحيفة "لو موند"، واصفاً تصريحات ترامب بأنها "فلسفة ساخرة للسلطة".

تتعلق الانتقادات بعبارة "Things happen" («أمور تحدث») التي نطق بها دونالد ترامب في المكتب البيضاوي بحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان. جاء ذلك في نوفمبر الماضي، عندما قام بن سلمان، الذي حددته وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (CIA) بأنه العقل المدبر لاغتيال خاشقجي عام 2018، بزيارته الأولى إلى واشنطن بعد الحادث. وقد استُقبل استقبالاً فخماً، شمل التشريفات العسكرية وتوقيع عقود بمليارات الدولارات.

«كلمتان تختصران تفاهة الشر، وخيانة الحقيقة، والفراغ الأخلاقي للسياسة»، كتب فانديرميرش معلقاً على عبارة ترامب. وأكد أن هذه الكلمات قللت من شأن جريمة سياسية وحولتها إلى مجرد حادث عرضي، محوّلة «الدماء على أيدي الأقوياء إلى مجرد بقعة على السجادة».

يرى فانديرميرش أن ترامب، من خلال تهوينه للاغتيال، يرسل رسالة واضحة إلى جميع المستبدين مفادها: يمكنكم التصرف دون خوف. وتوافقه الرأي أرملة خاشقجي، حنان العتر، التي أشارت إلى أن «حتى الجاني أظهر خجلاً أكبر من زعيم البلد الذي يدعي الدفاع عن حرية الصحافة».

وأكد الصحفي الدور الحيوي للصحافة، التي، بحسب رأيه، «تكسر راحة الكذب» وتمنع نسيان الحقيقة المزعجة. آمن جمال خاشقجي بالشفافية وقوة الكلمات، وكان اغتياله محاولة لقتل هذا الإيمان. واختتم فانديرميرش قائلاً: «في كل مرة يجرؤ فيها صحفي على التحدث عن السلطة، فإنه يعيد إحياءه».

نبذة عن المؤلف

ماريا - صحفية في قسم الثقافة، تغطي الأحداث في عالم الفن والترفيه في فرنسا. تجد مقالاتها عن هوليوود، برودواي، والمشهد الموسيقي الأمريكي صدى لدى القراء.