
في كلمات قليلة
عدم اليقين بشأن المرشحين المحتملين، لا سيما بعد الحكم القضائي ضد مارين لوبان، يضع مؤسسات استطلاعات الرأي الفرنسية في مأزق بخصوص التنبؤات لانتخابات الرئاسة 2027. ظهور جوردان بارديلا كمرشح قوي آخر في حزب RN يجبرهم على اختبار سيناريوهات متعددة.
تواجه مؤسسات استطلاعات الرأي الفرنسية صعوبة بالغة في التنبؤ بنتيجة الانتخابات الرئاسية لعام 2027، وذلك بسبب حالة عدم اليقين غير المسبوقة المحيطة بالمرشحين المحتملين. يشهد المشهد السياسي في فرنسا تحولات مستمرة منذ فوز إيمانويل ماكرون عام 2017.
في وقت قريب، كانت مارين لوبان، التي ترشحت ثلاث مرات للرئاسة، تمثل قطباً مستقراً. كان من المسلّم به مشاركتها في الانتخابات القادمة بالنسبة لناخبي حزب "التجمع الوطني" (RN) الذين تربطهم بها علاقة قوية، وبالنسبة لمعظم قيادات الحزب الذين كانوا واثقين من أن القضاء لن يجرؤ على إصدار حكم ضدها، وأيضاً بالنسبة لمؤسسات استطلاعات الرأي التي لم تر ضرورة لاختبار بديل لمارين لوبان في استطلاعات نوايا التصويت، نظراً لثبات ترشحها.
لكن الوضع تغير بشكل جذري بعد إدانتها وحكم بعدم أهليتها الفورية لشغل المناصب العامة في نهاية مارس الماضي (الحكم قيد الاستئناف). أمام هذا الوضع الجديد، حيث يمتلك حزب "التجمع الوطني" مرشحين محتملين للرئاسة هما مارين لوبان وجوردان بارديلا، لم يعد بإمكان مؤسسات استطلاعات الرأي استبعاد أي احتمال.
هذه الحالة غير المسبوقة تجبر المؤسسات على مضاعفة الفرضيات في استطلاعاتها واختبار سيناريوهات متعددة لتقييم حظوظ المرشحين المحتملين في الوصول إلى قصر الإليزيه. من بين الشخصيات الأخرى التي يتم أخذ طموحاتها أو مشاركتها المحتملة في الاعتبار في الاستطلاعات، يذكر جان لوك ميلنشون (LFI)، مارين توندولييه (حزب الخضر)، أوليفييه فور (PS)، رافائيل جلوكسمان (Place publique)، إدوار فيليب (Horizons)، غابرييل أتال (Renaissance)، برونو ريتايو (LR)، بالإضافة إلى لوبان وبارديلا (RN).
إن حالة عدم اليقين بشأن هويات المرشحين الذين سيخوضون سباق عام 2027 تمثل تحدياً حقيقياً لمؤسسات استطلاعات الرأي، وتدفعها للبحث عن مقاربات ومنهجيات جديدة في أبحاثها حول نوايا الناخبين.