في كلمات قليلة
بعد ثلاثين عامًا من اغتيال إسحاق رابين، يدعو عوفر برونشتاين ودانيال كوهن-بنديت إلى تبني أولوياته في السلام، التعليم، والدبلوماسية لتجاوز الصراع في الشرق الأوسط. ويشددان على أن مجرد إحياء الذكرى لا يكفي، بل يجب العمل بنشاط على أساس إرثه لتحقيق مستقبل مشترك.
بعد مرور ثلاثين عامًا على اغتيال رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إسحاق رابين، يذكّر كل من عوفر برونشتاين ودانيال كوهن-بنديت، في مقال لصحيفة "لوموند"، بالتزام رابين العميق بالسلام. يدعو المقال إلى السير على خطاه، مع التركيز على التعليم والدبلوماسية بدلاً من اللجوء إلى القوة. اغتيل رابين في 4 نوفمبر 1995، تاركًا وراءه إرثًا من السعي لتحقيق السلام المستدام في المنطقة.
كانت الكلمات الأولى لياسر عرفات، رئيس السلطة الفلسطينية آنذاك، بعد علمه باغتيال رابين على يد متطرف يهودي، "لن يكون هناك سلام بعد الآن". رابين هو الرجل الذي صافحه عرفات على lawns of the White House. بعد أكثر من ثلاثين عامًا، نحيي ذكرى هذه الجريمة في وقت يعيش فيه الإسرائيليون والفلسطينيون واحدة من أسوأ الفترات في تاريخهم.
"كفى دماء ودموع. كفى."
هذه الجملة التي قالها رابين في واشنطن في 13 سبتمبر 1993 أصبحت رمزًا. لم يكن إسحاق رابين حالمًا، بل كان استراتيجيًا بارعًا. بعد سنوات من الصراع، كان يتوق إلى "عوائد السلام": تقليل التسلح وزيادة الأمل في المستقبل. استثمرت حكومته في الصحة والتعليم بدلاً من الإنفاق العسكري، مقتنعة بأن الأمن الدائم يبدأ في المدرسة.
على الصعيد الخارجي، جعل الحوار سياسة دولة: معاهدة سلام مع الأردن في عام 1994، وفتح تمثيليات ومكاتب مصالح مع المغرب وتونس وموريتانيا وعمان وقطر. كانت عقيدته تتركز على حقيقة أن "المطلوب ليس حب الآخر، بل تنظيم التعايش". في خطابه عام 1993 في الولايات المتحدة أثناء توقيع اتفاقيات أوسلو، وجه إسحاق رابين كلامه مباشرة إلى الفلسطينيين قائلاً: "مصيرنا أن نعيش معًا على نفس الأرض."
كانت علاقة رابين بعرفات مزيجًا من البرود والحذر والاحترام الناشئ: عدوان قديمان، كل منهما يخاطر بشرعيته لخلق مستقبل مشترك. أما مع الملك حسين ملك الأردن، فقد كانت العلاقة دافئة وشبه أخوية؛ حيث تعهد الملك الهاشمي علنًا بالسلام، مما أضفى عمقًا إقليميًا على رهان رابين لتحقيق السلام.