في كلمات قليلة
مشروع إصلاح نظام التقاعد في ألمانيا، الذي يهدف إلى الحفاظ على مستوى المعاشات التقاعدية رغم شيخوخة السكان، أثار صراعًا حادًا بين الائتلاف الحاكم والمحافظين الشباب، الذين يعتبرونه غير كافٍ وغير عادل تجاه الجيل الصغير، مما يزيد من حدة التوترات السياسية الداخلية.
تشهد ألمانيا صراعاً سياسياً حاداً بسبب مشروع إصلاح نظام التقاعد المقترح. فقد اتفق أعضاء الائتلاف الحاكم، الذي يضم المحافظين من حزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي (CDU) والاشتراكيين الديمقراطيين من الحزب الاشتراكي الديمقراطي (SPD)، على خطة تهدف إلى الحفاظ على مستوى المعاشات التقاعدية، رغم تحدي شيخوخة السكان المستمر في البلاد. إلا أن هذا المقترح قوبل بمعارضة شديدة من قبل الشباب المحافظين، المنظمين في "اتحاد الشباب" (Junge Union).
يرى السياسيون الشباب أن الإصلاح المقترح غير كافٍ لمعالجة المشاكل الديموغرافية طويلة الأمد في ألمانيا، وأنه سيفرض عبئاً مبالغاً فيه على الأجيال القادمة. ويدعون إلى إصلاح أوسع نطاقاً لنظام التقاعد.
يواجه المستشار فريدريش ميرتس، الذي تولى منصبه في 6 مايو، تمرداً داخلياً خطيراً فور عودته من جولات دولية ركزت على ملف أوكرانيا. ويُعد هذا الوضع، بحسب المحللين، أخطر أزمة تواجه الائتلاف الحاكم حتى الآن.
ينص مشروع الائتلاف على الإبقاء على مستوى المعاشات التقاعدية عن طريق تثبيت نسبة الاستبدال عند 48% وتعويض العجز من الميزانية الفيدرالية. ويرى "اتحاد الشباب" أن تمديد هذا النظام لما بعد عام 2031 يتجاوز الالتزامات الحكومية الأصلية وسيقود إلى نظام غير فعال. وفي الوقت نفسه، من المفترض أن تعمل لجنة خاصة على تطوير إصلاح أوسع نطاقاً بشكل موازٍ.
وبذلك، يظل مستقبل نظام التقاعد مصدراً لعدم الاستقرار السياسي في ألمانيا، مما يثير خلافات عميقة بين الفصائل المختلفة داخل الكتلة الحاكمة ويعكس صراعاً متنامياً في المصالح بين الأجيال.