في كلمات قليلة
عقد مسؤولون مدنيون من إسرائيل ولبنان لأول مرة منذ أكثر من أربعة عقود محادثات مباشرة في مقر اليونيفيل لمناقشة آلية مراقبة وقف إطلاق النار، وذلك وسط استمرار التوترات وتهديدات التصعيد في المنطقة.
عقد مسؤولون مدنيون لبنانيون وإسرائيليون اجتماعاً مباشراً، هو الأول من نوعه منذ أكثر من أربعة عقود، في مقر قيادة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل) في الناقورة، قرب الحدود مع إسرائيل، لمناقشة آلية مراقبة وقف إطلاق النار.
يأتي هذا التطور التاريخي في ظل تهديدات إسرائيل بتصعيد في لبنان، حيث تواصل استهداف حزب الله رغم سريان وقف إطلاق النار منذ عام، متهمة الحركة المدعومة من إيران بإعادة تسليح نفسها.
التقى الوفدان المدنيان بحضور المبعوثة الأمريكية للشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس. وفي السابق، كان ممثلو لبنان وإسرائيل، اللذين لا تربطهما علاقات دبلوماسية رسمية، من العسكريين في هذه الاجتماعات.
وصرحت المتحدثة باسم الحكومة الإسرائيلية، شوش بيدروسيان، للصحافة بأن "اجتماع اليوم في لبنان هو محاولة أولى لإرساء أسس العلاقة والتعاون الاقتصادي بين إسرائيل ولبنان"، مضيفة أن "هذه هي الخطوة الأولى لفتح الطريق مع لبنان".
رحبت السفارة الأمريكية في بيروت بمشاركة سيمون كرم، الدبلوماسي السابق، رئيساً للوفد اللبناني، وأوري ريزنيك، مسؤول مجلس الأمن القومي الإسرائيلي، كممثلين مدنيين، واصفة ذلك بأنه "خطوة مهمة". وأضافت السفارة على منصة "إكس" أن هذا "يعكس التزام الآلية بتسهيل المناقشات السياسية والعسكرية بهدف ضمان الأمن والاستقرار والسلام الدائم لجميع المجتمعات المتأثرة بالصراع".
جاء اللقاء غداة اجتماعات بين مورغان أورتاغوس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية جدعون ساعر، الذي أكد على "إكس" أن "نزع سلاح حزب الله أمر حاسم لمستقبل لبنان وأمن إسرائيل". ومن المتوقع أن تزور المبعوثة الأمريكية لبنان لاحقاً.
في نوفمبر، كان المبعوث الأمريكي توم باراك قد اعتبر أن المفاوضات المباشرة بين لبنان وإسرائيل قد تكون المفتاح لخفض التوترات. وكان الرئيس اللبناني، جوزيف عون، قد أعلن استعداده للمفاوضات مع إسرائيل، كاسراً بذلك تابو بين البلدين اللذين ما زالا في حالة حرب. في عام 1983، بعد الغزو الإسرائيلي للبنان، أجرى البلدان اتصالات مباشرة أسفرت عن توقيع اتفاق ينص على إقامة علاقات بينهما، لكنه لم يتم التصديق عليه قط.
تتزايد في الأسابيع الأخيرة التقارير في الصحافة الإسرائيلية حول احتمال وشيك لحملة عسكرية إسرائيلية جديدة ضد حزب الله في لبنان. وقد أكدت هيئة الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان" يوم الأربعاء أن "إسرائيل تستعد لتصعيد كبير في لبنان في ضوء التعزيز العسكري المستمر لحزب الله". وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، قد صرح في 26 نوفمبر بأنه "لن يكون هناك هدوء" في لبنان دون أمن لإسرائيل.
وقال كاتس أمام البرلمان الإسرائيلي: "لن نسمح بأي تهديد ضد سكان الشمال [إسرائيل]، وسيستمر الضغط الأقصى بل سيتكثف". وقد صرح زعيم حزب الله، نعيم قاسم، في 28 نوفمبر بأن حركته تحتفظ بـ"حق الرد" في الوقت المناسب.