
في كلمات قليلة
قام عالم الاجتماع الأمريكي جوناثان سماكر بتحليل وضع الحزب الديمقراطي بعد رئاسة دونالد ترامب. يعتقد سماكر أن الحزب بحاجة إلى إصلاحات جذرية والتخلص من نفوذ المؤسسة الداخلية لاستعادة تواصله مع الناخبين.
قدم عالم الاجتماع والاستراتيجي السياسي الأمريكي البارز جوناثان سماكر، الذي عمل سابقاً مستشاراً لبيرني ساندرز، تقييماً قاسياً لوضع الحزب الديمقراطي الأمريكي. يرى سماكر أن الحزب لا يزال يعاني من آثار "موجة ترامب"، ويحتاج إلى حلول جذرية لاستعادة تواصله مع الناخبين وإيقاظ قاعدته السياسية.
سماكر، وهو منظّر يساري راديكالي، شارك في العديد من الحملات السياسية. في تحليلاته، يتناول مفهوم الشعبوية. يفرق سماكر بين الشعبوية الحقيقية والشعبوية الزائفة أو السلطوية. يعرف الشعبوية الحقيقية بأنها صراع سياسي بين الأغلبية ضد الأقلية، يهدف إلى إعادة تشكيل الاقتصاد والنظام السياسي لصالح الغالبية العظمى، كما كان الحال مع الحركات الشعبوية الأمريكية الأولى في أواخر القرن التاسع عشر. لقد سعى هؤلاء الشعبويون الأوائل للتدخل ضد تركيز الثروة والسلطة السياسية في أيدي أقلية، بهدف إعادة تشكيل الاقتصاد والنظام السياسي لمصلحة الأغلبية. أما الشعبوية الزائفة السلطوية، فيرى سماكر أنها تحرف هذه الخطاب الأساسي حول الأغلبية ضد الأقلية، من خلال تشويه تعريف هذين الكيانين والتلاعب بهما.
يشدد سماكر على أن الحزب الديمقراطي، ليستعيد قاعدته الانتخابية، يجب عليه التخلص من نفوذ المؤسسة الحاكمة داخله، والتي يرى أنها تعيق التكيف اللازم وتبني توجهات أكثر راديكالية قادرة على جذب شرائح واسعة من الشعب. يتطلب الأمر مراجعة جذرية للمناهج والسياسات الداخلية للحزب.