استطلاع في فرنسا: مشاعر العداء تجاه الهجرة تتزايد وتصبح إجماعًا شعبيًا بعيدًا عن تأثير الإعلام؟

استطلاع في فرنسا: مشاعر العداء تجاه الهجرة تتزايد وتصبح إجماعًا شعبيًا بعيدًا عن تأثير الإعلام؟

في كلمات قليلة

أظهر استطلاع حديث في فرنسا تزايد الإجماع الشعبي حول مشاعر العداء تجاه الهجرة، وهو ما يراه المحللون مستقلاً إلى حد كبير عن مصادر الإعلام. هذا الوضع يعزز موقف حزب "التجمع الوطني".


وفقًا لتحليل أجراه بول سيبيلي من مرصد Hexagone، قد تكون المفاهيم التقليدية حول تأثير وسائل الإعلام على الرأي العام في فرنسا قديمة. غالبًا ما يُنظر إلى قنوات مثل CNews على أنها تمثل اليمين القومي، ووسائل الإعلام العامة على أنها تمثل اليسار. ومع ذلك، يشير سيبيلي إلى الهيمنة المتزايدة لحزب "التجمع الوطني" (Rassemblement national) بين جميع شرائح السكان تقريبًا.

كشف استطلاع حديث أجراه مرصد Hexagone بالتعاون مع Ifop وشمل 10 آلاف شخص أن الفرنسيين يُظهرون إجماعًا حول العديد من القضايا. ينعكس هذا الإجماع مباشرة في نيات التصويت لصالح حزب "التجمع الوطني"، والأهم من ذلك، أن هذا الاتجاه يظهر بغض النظر عن مصادر الإعلام التي يعتمد عليها الفرنسيون في الحصول على معلومات سياسية.

الفرضية القائلة بأن الرأي العام الفرنسي يتأثر بنخبة معينة ووسائل إعلام أكثر ميلاً لليمين من المواطن الفرنسي العادي (كما يرى عالم الاجتماع فينسنت تيبيرج)، تحتاج إلى إعادة تقييم. رغم أن مشاهدي قناة CNews هم الأكثر اقتناعًا بأن الهجرة تضر بفرنسا (حيث يتفق 66% منهم تمامًا مع هذا الرأي)، إلا أن هذه القناة لا تبدو المصدر الوحيد الذي يعزز هذا الشعور. فمستمعو المحطات الإذاعية الخاصة الكبرى ومتابعو وسائل الإعلام الأخرى يشاركونهم أيضًا هذه الآراء.

يؤكد البحث أن تزايد مشاعر العداء تجاه الهجرة في فرنسا أصبح ظاهرة واسعة الانتشار، تتجاوز تأثير وسائل إعلام معينة، وتتحول إلى جزء من إجماع شعبي عريض، مما يساهم في تعزيز موقف حزب "التجمع الوطني".

نبذة عن المؤلف

ناتاليا - صحفية اجتماعية، تغطي قضايا الهجرة والتكيف في فرنسا. تساعد تقاريرها السكان الجدد في فهم البلاد وقوانينها بشكل أفضل.