
في كلمات قليلة
تعرضت نائبة رئيس بلدية في الدائرة العشرين بباريس، ليلا جلّالي، لاتهامات بـ«معاداة السامية» بعد أن حرفت اقتباساً للجنرال ديغول خلال جلسة مخصصة لمناقشة الوضع في غزة. وقد أثارت تصريحاتها موجة غضب واعتذرت عنها لاحقاً.
واجهت مسؤولة منتخبة عن حزب «الخضر» في باريس، ليلا جلّالي، اتهامات بـ«معاداة السامية» إثر تصريحات أدلت بها خلال جلسة لمجلس الدائرة العشرين بالعاصمة الفرنسية، ربطت فيها بين الوضع في قطاع غزة واقتباس محرف للجنرال شارل ديغول.
وقعت الحادثة خلال نقاش حول «طلب» يتعلق بالحرب بين إسرائيل وحماس والوضع الإنساني في قطاع غزة. أعربت ليلا جلّالي، وهي نائبة لرئيس بلدية الدائرة، عن رغبتها في «تسليط الضوء» على ما اعتبرته «علامات إبادة جماعية» تستهدف سكان غزة.
وأصرت جلّالي على أهمية استخدام مصطلح «إبادة جماعية»، قائلة إن الحديث عن الإبادة «ليس منذ هجوم حماس» بل «منذ سنوات وسنوات»، دون تقديم أساس تاريخي لهذا الادعاء.
الجدل الأكبر أثير عندما حاولت الاستشهاد بالجنرال شارل ديغول، حيث نسبت إليه قولاً زعمت أنه قاله عام 1967 بعد حرب الأيام الستة: «اليوم الذي سنجمع فيه اليهود في مكان واحد، نخشى اليوم أن يتمكنوا من أن يصبحوا مهيمنين، وأن يفعلوا ما لا يمكن تصوره». كما ادعت أن ديغول تحدث عن أهمية إنشاء دولتين.
لكن هذا الاقتباس مشوه وخارج سياقه التاريخي تماماً. ففي عام 1967، وصف ديغول «اليهود» بأنهم «شعب نخبوي، واثق من نفسه ومسيطر»، في مؤتمر صحفي أعقب حرب الأيام الستة، لكن تصريحاته في ذلك الوقت تم تحريفها بشكل واضح من قبل جلّالي. أما تفسيرها بأن ديغول دعا لإنشاء دولة فلسطينية، فهو تأويل مشكوك فيه ولا تدعمه أي تصريحات معروفة للرئيس الأسبق.
في البداية، مرت العبارة المثيرة للجدل دون أن يلاحظها أحد في المجلس البلدي. لكن في نهاية الجلسة، عاد رئيس بلدية الدائرة العشرين، إريك بلييه، ليتناول تصريحات جلّالي، معرباً عن أمله في أنها «تجاوزت تفكيرها»، لكنه أكد: «كما قيلت هنا، هي غير مقبولة في هذا المكان (...) ليس من الممكن قول ذلك، إنه يعاقب عليه القانون». وحث المسؤولة البيئية على «سحب» كلماتها. شاركت النائبة الاشتراكية لاميا العراج هذا الإدانة، معبرة عن «اشمئزازها» العميق، وقالت إن تصريحات جلّالي «ملطخة بنوع من معاداة السامية».
ردت ليلا جلّالي في البداية بحدة، محذرة من الربط بين اسمها وبين «معاداة السامية»، قبل أن تغادر القاعة.
لكن في مواجهة موجة الغضب التي أثارتها تصريحاتها، قدمت ليلا جلّالي «اعتذاراتها» لاحقاً عبر بيان نُشر على شبكات التواصل الاجتماعي. اعترفت فيه بأن «اقتباس ديغول كان مؤذياً وغير لائق»، لكنها تجنبت الاعتراف صراحة بأن العبارة كانت محرفة. وأضافت أنها «ما كان ينبغي عليها استخدام هذا الاقتباس الذي يحمل كل قوالب معاداة السامية التي تجسد اليهود»، قبل أن «تلتزم بالخضوع لتدريب لتجنب تكرار هذا الخطأ».
أعلن رئيس كتلة «الخضر» في باريس، ديفيد بيليارد، أن ليلا جلّالي «ستتبع تدريباً متخصصاً في مكافحة معاداة السامية»، بعد تصريحات اعتبرها «غير مقبولة» و«تستخدم اقتباساً يروج لأحكام مسبقة معادية للسامية».