بعد 20 عاماً: استفتاء 2005 الذي كشف الانقسام العميق في فرنسا

بعد 20 عاماً: استفتاء 2005 الذي كشف الانقسام العميق في فرنسا

في كلمات قليلة

قبل عقدين، رفضت فرنسا في استفتاء شعبوي مشروع الدستور الأوروبي. هذا التصويت جمع الشرائح الشعبية ضد النخب وكشف عن انقسام اجتماعي حاد، ولا تزال تداعياته مؤثرة في الساحة السياسية الفرنسية.


قبل عشرين عاماً، في 29 مايو 2005، اتخذت فرنسا قراراً تاريخياً برفض مشروع المعاهدة التي كانت ستؤسس دستوراً لأوروبا عبر استفتاء شعبي. لقد شكّل انتصار "معسكر الرفض" نقطة تحول، كاشفاً عن انقسامات اجتماعية وسياسية عميقة داخل البلاد.

يشير المحللون إلى أن تصويت عام 2005 كان فريداً من نوعه، لأنه جمع لأول مرة الناخبين من الشرائح الشعبية، سواء كانوا ينتمون إلى اليسار أو اليمين. لقد وقف هؤلاء الناخبون كجبهة واحدة ضد "الكتلة المركزية" والنخب التقليدية التي كانت تدعم بقوة اعتماد الدستور الأوروبي.

أظهرت نتائج الاستفتاء بوضوح المواجهة بين "فرنسا السفلى" و"فرنسا العليا". كان هذا صراعاً بين مصالح ووجهات نظر الطبقات العاملة والشرائح محدودة الدخل من جهة، والنخب السياسية والاقتصادية والاجتماعية من جهة أخرى. تبيّن أن الانقسام التقليدي بين اليسار واليمين أصبح أقل أهمية من الانتماء الاجتماعي والاقتصادي للناخبين. حتى أن بعض الدراسات في ذلك الوقت أظهرت علاقة مباشرة: كلما انخفضت قيمة المتر المربع للعقارات في منطقة ما، ارتفعت نسبة الأصوات الرافضة فيها. وقد أُطلق على هذه الظاهرة مجازاً اسم "مونوبولي الاستفتاء".

بعد عقدين من الزمان، لا يزال المجتمع الفرنسي يتساءل: ماذا بقي من "فرنسا الرافضة" التي تشكّلت بفضل هذا التصويت؟ ما زالت تداعيات هذا الاختيار محسوسة في المشهد السياسي للبلاد.

نبذة عن المؤلف

أندريه - صحفي رياضي، يغطي الرياضات الأمريكية. تتيح تقاريره عن مباريات NBA وNFL وMLB للقراء الغوص في عالم الرياضة الأمريكية المثير.