
في كلمات قليلة
في عام 2005، رفض الفرنسيون دستور الاتحاد الأوروبي في استفتاء. يعتبر تجاهل هذه النتيجة والمصادقة لاحقاً على معاهدة لشبونة عن طريق البرلمان سبباً رئيسياً لتعميق أزمة الديمقراطية وتوسيع الفجوة بين النخب والشعب في أوروبا خلال العقدين الماضيين.
قبل عشرين عاماً بالتمام، في 29 مايو 2005، صوت الفرنسيون برفض واضح وكاسح على استفتاء دستور الاتحاد الأوروبي، بنسبة 55% صوتوا بـ "لا". هذا الرفض جاء رغم دعم واسع للدستور من النخب السياسية ومعظم وسائل الإعلام في ذلك الوقت.
يرى بعض المحللين أن عدم احترام نتيجة هذا التصويت الشعبي يمثل جذور الأزمة الديمقراطية التي نشهدها حالياً. في تلك الفترة، قبل ظهور شبكات التواصل الاجتماعي وتأثيرها الواسع، وقبل الحديث عن أي "تدخلات خارجية"، أظهرت نتيجة التصويت بشكل جلي الانقسام بين أغلبية الشعب وممثليه السياسيين. هذا الانقسام لم يتوقف عن التعمق منذ ذلك الحين.
رغم تعهدات بعض السياسيين بأخذ نتيجة الاستفتاء بعين الاعتبار، تم لاحقاً المصادقة على معاهدة لشبونة في عام 2007، والتي اعتبرها الكثيرون نسخة معدلة من الدستور المرفوض. وتمت المصادقة على المعاهدة عبر البرلمان بدلاً من إجراء استفتاء شعبي آخر، مما اعتبر تجاوزاً للإرادة الشعبية. هذا الإجراء زاد من فقدان الثقة في المؤسسات السياسية.
تثير أحداث عام 2005 نقاشات مستمرة حول صحة الديمقراطية التمثيلية في أوروبا، حيث يرى البعض أن تجاهل صوت الشعب في مناسبات مثل هذه أدى إلى ابتعاد النخب عن تطلعات المواطنين، مما يهدد بتقويض الأسس الديمقراطية نفسها خلال الفترة من 2005 إلى 2025.