
في كلمات قليلة
الحزب الاشتراكي الفرنسي يعتزم تقديم اقتراح سحب الثقة من الحكومة بعد فشل مفاوضات إصلاح المعاشات. رئيس كتلة الحزب في مجلس الشيوخ، باتريك كانر، يحمّل رئيس الوزراء مسؤولية الفشل ويرفض التحالف مع اليسار المتطرف.
بعد فشل المشاورات الأخيرة مع الشركاء الاجتماعيين بشأن إصلاح نظام المعاشات التقاعدية، من المتوقع أن يدلي رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا بايرو ببيان مهم. في غضون ذلك، تحدث باتريك كانر، رئيس كتلة الحزب الاشتراكي في مجلس الشيوخ، عن أسباب فشل المفاوضات وخطط الحزب الاشتراكي لتقديم اقتراح سحب الثقة من الحكومة.
ووفقًا لكانر، فإن فكرة عقد "خلوة" لتحقيق اتفاق بشأن المعاشات، والتي بادر بها رئيس الوزراء، قد باءت بالفشل. وصرح بأن المسؤولية عن هذا الفشل تقع على عاتق فرانسوا بايرو نفسه، الذي يرى الاشتراكيون أنه "لم يكمل" مبادرته الخاصة.
لا يتخلى الاشتراكيون عن خطتهم لتقديم اقتراح سحب الثقة، على الرغم من احتمال إعلان رئيس الوزراء عن التوصل إلى اتفاق جزئي أو كلي. أكد باتريك كانر أن الحزب سيطالب الحكومة بأخذ التطورات التي تحققت خلال المفاوضات بعين الاعتبار، لا سيما فيما يتعلق بصعوبة العمل، والمسيرات المهنية المتقطعة للنساء، وتخفيض الخصم عند حساب المعاش.
قال كانر: "ندعو السيد بايرو إلى أخذ هذه التطورات وتحويلها إلى نصوص تشريعية". وأضاف أن اتخاذ هذه الخطوات لن يلغي الحاجة إلى اقتراح سحب الثقة، حيث تم بالفعل إطلاق الإجراءات. ويرى الاشتراكيون أن الحكومة يجب أن تتحلى بالشجاعة السياسية وتعترف بالسلوك غير المسؤول لأصحاب العمل خلال المفاوضات.
وردًا على سؤال حول موقف الاشتراكيين بشأن سن التقاعد (62 عامًا)، الذي لم يتم قبوله من قبل النقابات الإصلاحية، ذكّر كانر بأن الحزب الاشتراكي قد أصر دائمًا على خفض سن التقاعد من 64 إلى 62 عامًا، مقترحًا طرقًا بديلة لتمويل النظام. وأشار إلى أن الحكم النهائي في هذا الشأن سيكون من خلال الانتخابات الرئاسية لعام 2027، ولكن حتى ذلك الوقت، من الضروري استغلال أي فرصة لتحسين حياة الفرنسيين.
فيما يتعلق بالتعاون مع القوى اليسارية الأخرى، لا سيما حزب "فرنسا الأبية" (LFI) بزعامة جان لوك ميلانشون، رفض باتريك كانر التكهنات حول وجود "شهر عسل" بين الاشتراكيين وLFI. وصف ميلانشون بأنه "رجل غير عقلاني"، وأكد أن الحزب الاشتراكي يلتزم بخطه الخاص الذي يهدف إلى الإصلاح والمسؤولية، وليس إلى "ثورة افتراضية". ووفقًا له، فإن التوصل إلى اتفاق مع LFI في المستقبل القريب "أكثر من غير محتمل".
تطرق المقابلة أيضًا إلى السياسة الدولية. علق باتريك كانر على الأحداث الأخيرة في الشرق الأوسط وقمة الناتو. رحب بالإجراءات الهادفة إلى كبح البرنامج النووي الإيراني، واصفًا إيران بأنها "دولة شمولية وخطيرة للمنطقة وللعالم". في الوقت نفسه، أعرب عن رأيه بأن فرنسا وأوروبا بشكل عام كانتا "خارج اللعبة" في هذا الوضع، مؤكدًا على ضرورة أن تصبح أوروبا "قوة عظمى" تمتلك قدراتها العسكرية وتنظيمها العسكري. أيد كانر دعوة الناتو لزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2035، مشيرًا إلى أن ذلك يعني زيادة كبيرة في النفقات الحالية لفرنسا وسيتطلب إعادة النظر في سياسة الميزانية، بما في ذلك احتمال زيادة الضرائب على المواطنين الأكثر ثراءً.