استدعت بولندا السفير الإسرائيلي لديها على خلفية منشور نشره نصب "ياد فاشيم" التذكاري للهولوكوست على منصة X، والذي يتناول فرض النجمة الصفراء على يهود بولندا عام 1939. وتعترض وارسو على المنشور، الذي اعتبرته غير دقيق، لعدم إشارته بوضوح إلى أن بولندا كانت آنذاك تحت الاحتلال الألماني النازي.

أعلن وزير الخارجية البولندي، رادوسلاف سيكورسكي، عن قرار استدعاء السفير الإسرائيلي. وتتهم وارسو نصب "ياد فاشيم" بإلقاء اللوم على بولندا في فرض النجمة الصفراء على يهود البلاد خلال الاحتلال النازي عام 1939، حيث جاء في المنشور: "كانت بولندا أول دولة أُجبر فيها اليهود على ارتداء شارة مميزة، بهدف عزلهم عن بقية السكان".

وعلى الرغم من الاحتجاجات البولندية الشديدة، لم يتم تعديل المنشور. وكتب سيكورسكي على منصة X: "المنشور المضلل لم يتم تعديله. لقد قررت استدعاء السفير الإسرائيلي إلى وزارة الخارجية". حتى أن رئيس الوزراء البولندي، دونالد تاسك، لمح إلى أن الأمر "ربما لم يكن خطأ، بل نية سيئة".

كما أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية البولندية، ماسي ويويور، عن خشيته من أن يكون هذا العمل متعمداً، خاصة وأن "ياد فاشيم" تخطط لافتتاح فرع لها في ألمانيا قريباً. وأضاف: "نأمل بصدق ألا تكون هذه المعلومات الخاطئة والمشوهة تاريخياً مرتبطة بذلك"، في إشارة إلى أن "ياد فاشيم" ربما تسعى لتقليل مسؤولية ألمانيا النازية.

وفي السياق ذاته، ذكر حساب نصب أوشفيتز التذكاري على X، وهو معسكر اعتقال أقامه النازيون على الأراضي البولندية المحتلة ولقي فيه مليون يهودي أوروبي حتفهم بين عامي 1940 و1945، أن "ألمانيا هي من أدخلت وفرضت هذا القانون المعادي للسامية".

ورد رئيس "ياد فاشيم"، داني دايان، على هذه الانتقادات عبر نفس المنصة، قائلاً: "كانت بولندا بالفعل تحت الاحتلال الألماني. هذا مذكور بوضوح في وثائقنا. أي تفسير آخر لالتزامنا بالدقة هو خاطئ." وأشار إلى أن المنشور الأصلي في X يضيف أن "في 23 نوفمبر 1939، أصدر هانز فرانك، حاكم الحكومة العامة، أمراً يقضي بأن يرتدي جميع اليهود الذين تزيد أعمارهم عن 10 سنوات على ذراعهم اليمنى شارة قماشية بيضاء بعرض 10 سنتيمترات تحمل نجمة داود زرقاء".