في كلمات قليلة
«بويين فيفير» هو مفهوم أمريكي لاتيني للعيش الكريم متجذر في ثقافتي الكيتشوا والأيمارا، يقترح رؤية للرفاه الجماعي والانسجام مع الطبيعة، متحدياً الفردية الرأسمالية. وقد أصبح محورياً للحركات اليسارية، معززاً أفكار التعاون والتنمية المستدامة والإثراء الروحي.
أصبح مفهوم «بويين فيفير» (Buen Vivir)، أو «العيش الكريم» باللغة الإسبانية، محورياً في السياسات العامة للإكوادور وبوليفيا في أواخر العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، وما زال يلهم النشطاء اليساريين في جميع أنحاء العالم، على الرغم من أن انتشاره خارج أمريكا اللاتينية يواجه صعوبات.
هذا التعبير، الذي نشأ في هضاب الأنديز، شهد رواجاً في الخطاب العام على مدى الثلاثين عاماً الماضية. إن «بويين فيفير» يبدو جذاباً ويقدم نفسه كترياق مشرق لظلام العصر الحالي.
يرتبط «بويين فيفير» ارتباطاً وثيقاً بثقافتي الكيتشوا والأيمارا. إنه يقترح رؤية للرفاه الجماعي تتعارض مع السعي الجامح للتنمية الفردية والاقتصادية بأي ثمن. ولا تقتصر هذه الرؤية المتناغمة على العلاقات الاجتماعية فحسب؛ فـ«بويين فيفير» يدعو أيضاً إلى تبادل محترم بين البشر والطبيعة. بعيداً عن المنطق الرأسمالي، يشجع هذا المفهوم على المشاركة والتعاون، ولا تقاس نتائجه بالمال أو الراحة المادية الفردية، بل بجودة الصحة والتعليم والثقافة والعلاقات الاجتماعية والتطور الروحي. إنه مشروع مثالي لليسار، بطريقة ما.
تستوحي «بويين فيفير» من الثقافات القديمة. وقد درست عالمة الأنثروبولوجيا جوردي بلانك أنصاري، المحاضرة في معهد دراسات التنمية بجامعة السوربون (Iedes)، جذور هذا المفهوم عن كثب. وتوضح أن «بويين فيفير» يرتبط بالكونيات الأصلية، وهو ترجمة لعبارة «سوماك كاوساي» (Sumak Kawsay) بلغة الكيتشوا أو «سوما كامايا» (Suma Qamaña) بلغة الأيمارا. ويعتمد على كلمة «حياة» («كاوساي»، «كامايا»)، التي تُفهم بمعنى واسع جداً، حيث تشير إلى البشر والحيوانات والنباتات والجبال والأرواح والأسلاف والأجيال القادمة. وتلخص قائلة: «سوماك كاوساي هو مبدأ الانسجام، ليس فقط بين البشر، ولكن أيضاً بين البشر وغير البشر».