"ضربة في الفراغ".. لماذا يرفض حزب لوبان اليميني إسقاط الحكومة الفرنسية الآن؟

"ضربة في الفراغ".. لماذا يرفض حزب لوبان اليميني إسقاط الحكومة الفرنسية الآن؟

في كلمات قليلة

قرر حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف بقيادة مارين لوبان عدم التصويت على مذكرة حجب الثقة التي قدمها اليسار ضد حكومة فرانسوا بايرو. على الرغم من معارضته الشديدة لإصلاح نظام التقاعد، يرى الحزب أن هذه الخطوة ستكون "ضربة في الفراغ"، مفضلاً تأجيل المواجهة إلى مناقشات الميزانية في الخريف لتحقيق مكاسب سياسية أكبر.


على الرغم من معارضته الشديدة لرفع سن التقاعد إلى 64 عاماً، أعلن حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف أنه لن يدعم مذكرة حجب الثقة التي قدمتها أحزاب اليسار ضد حكومة رئيس الوزراء فرانسوا بايرو. ويأتي هذا القرار بعد فشل المفاوضات بين النقابات وأصحاب العمل حول إصلاح نظام التقاعد.

برر سيباستيان شينو، نائب رئيس الحزب، هذا الموقف بأن "حجب الثقة اليوم لن يلغي إصلاح نظام التقاعد، وسيكون بمثابة ضربة في الفراغ". وأوضح أن الأولوية الآن هي لمعركة أخرى أكثر أهمية: مناقشات الميزانية في فصل الخريف.

تأجيل المواجهة.. تكتيك استراتيجي

يرى "التجمع الوطني" أن مواجهة الحكومة خلال مناقشة الميزانية ستكون أكثر تأثيراً. ونقلت وسائل إعلام فرنسية عن نائب في الحزب قوله: "ستكون لدينا فرصة كبيرة لحجب الثقة بشأن الميزانية، لذا يمكننا الانتظار بضعة أسابيع". ويراهن الحزب على أن الحكومة ستقدم "فظائع" في الميزانية، مما سيمنحهم مبرراً قوياً لحجب الثقة أمام ناخبيهم.

من خلال هذا التكتيك، يأمل الحزب في إبقاء الضغط على رئيس الوزراء، ويأمل بعض قادته أن يقدم بايرو ميزانية تتضمن بعض الإجراءات التي تتماشى مع خططهم مقابل تجنب الأزمة.

استراتيجية "التطبيع" وتجنب الفوضى

يخشى الحزب من أن التصويت لإسقاط الحكومة الآن قد يصوره على أنه المسؤول عن "الفوضى السياسية والمؤسسية"، خاصة قبل أيام قليلة من العطلة الصيفية. هذا الموقف يتماشى مع استراتيجية "التطبيع" التي تتبعها مارين لوبان لإظهار الحزب كقوة سياسية مسؤولة وقادرة على الحكم.

وتشير بعض التحليلات إلى أن هناك سبباً آخر، وهو أن إسقاط الحكومة قد يدفع الرئيس إلى حل البرلمان والدعوة لانتخابات مبكرة. وفي هذه الحالة، لن تتمكن مارين لوبان من الترشح بسبب إدانة قضائية صدرت بحقها، وهو عامل قد يكون له تأثير على قرار الحزب.

التركيز على انتخابات 2027

على الرغم من أن ناخبي "التجمع الوطني" يؤيدون بقوة إلغاء إصلاح التقاعد، إلا أن قيادة الحزب ترى أن المعركة الحقيقية ستكون في الانتخابات الرئاسية عام 2027. ويؤكد الحزب أنه سيجعل من العودة إلى سن التقاعد عند 62 عاماً محوراً أساسياً في حملته الانتخابية القادمة، بحجة عدم وجود أغلبية واضحة في البرلمان الحالي لتمرير أي إصلاح حقيقي.

وبهذا القرار، يختار حزب لوبان اللعب على المدى الطويل، مفضلاً الحفاظ على صورته كحزب مسؤول وتأجيل المواجهة الكبرى مع الحكومة إلى وقت يراه أكثر ملاءمة لتحقيق مكاسب سياسية.

نبذة عن المؤلف

ماريا - صحفية في قسم الثقافة، تغطي الأحداث في عالم الفن والترفيه في فرنسا. تجد مقالاتها عن هوليوود، برودواي، والمشهد الموسيقي الأمريكي صدى لدى القراء.