
في كلمات قليلة
عشرون دولة أوروبية عبرت عن قلقها بشأن قانون مجري يحد من حقوق الأقليات الجنسية ويمنع مسيرة في بودابست. طالبت الدول المفوضية الأوروبية بالتدخل، لكن المفوضية تتوخى الحذر بسبب حساسيات سياسية أخرى مع المجر.
تشعر دول الاتحاد الأوروبي بقلق متزايد إزاء الإجراءات التي تتخذها المجر فيما يتعلق بقضايا مجتمعية حساسة، وتطالب المفوضية الأوروبية بالتحرك بشكل أكثر حزماً.
وجهت عشرون دولة عضواً في الاتحاد، بما في ذلك فرنسا، رسالة إلى المفوضية الأوروبية للتعبير عن استيائها من قرار رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الذي أدى فعلياً إلى منع تنظيم مسيرة مجتمعية كانت مقررة في بودابست.
وكانت الحكومة المجرية قد أثارت انتقادات من قبل عدد من المفوضين الأوروبيين منذ إعلانها في مارس الماضي عن نيتها حظر مسيرة بودابست، مبررة ذلك بـ "حماية الأطفال" و"مكافحة الترويج للشذوذ الجنسي". وقد صرحت المفوضة الأوروبية للمساواة والشمولية، هادجا لحبيب، بأنها "تقف إلى جانب المجتمع المعني في المجر". يُقال إن القانون الذي أقره البرلمان المجري يسمح للسلطات باستخدام برامج التعرف على الوجوه لتحديد هوية الأشخاص الذين ينظمون أو يحضرون الحدث.
في رسالتهم، التي وقعتها دول مثل فرنسا وهولندا والسويد، تحث الدول الأوروبية العشرون بودابست على مراجعة القانون الذي تم تبنيه في مارس الماضي. كتبوا في الرسالة: "نحن قلقون للغاية بشأن القوانين والتعديلات الأخيرة التي تمس الحقوق الأساسية لأشخاص ينتمون إلى الأقليات الجنسية". ويؤكدون أن احترام وحماية هذه الحقوق "متأصل في الانتماء للعائلة الأوروبية". وتطالب الدول العضو المجر بـ "مراجعة" هذا القانون بأي ثمن، وتدعو المفوضية إلى التحرك "سريعاً" إذا لم تستجب بودابست.
لكن المفوضية الأوروبية تتردد في فتح جبهة جديدة مع فيكتور أوربان. فالمجر، تحت قيادته، محرومة بالفعل من 18 مليار يورو من الأموال الأوروبية بسبب عدم احترام سيادة القانون. ويبدو أن المفوضية ترغب في ترك مجال للحوار، ولو ضيقاً، مع بودابست بشأن قضايا حساسة أخرى تتطلب قرارات بالإجماع من الدول الـ 27 الأعضاء. من هذه القضايا، الدعم لأوكرانيا، حيث غالباً ما تتخذ المجر مواقف مختلفة عن غالبية دول الاتحاد الأوروبي وتُعتبر موالية لروسيا.
ويرى الأعضاء الموقعون على الرسالة أن هذه الاستراتيجية حذرة جداً، ويعبرون بوضوح عن انزعاجهم من موقف المجر. "لا يمكننا الاستمرار في التعرض للدهس"، جاء في الرسالة. كما أنهم يوجهون انتقاداً للمفوضية الأوروبية نفسها لبطئها. في هذه المرحلة، تكتفي المفوضية بالوعد بتقديم "استراتيجية جديدة لضمان المساواة للأشخاص المعنيين خلال العام الجاري".
من جانبهم، أكد منظمو المسيرة في المجر أنهم سيخرجون للشوارع في بودابست في 28 يونيو المقبل رغم الحظر. ومن المتوقع أن ينضم إليهم عدد من أعضاء البرلمان الأوروبي.