رفع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب دعوى قضائية ضد هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، زاعمًا التشهير به إثر "مونتاج مضلل" لأحد خطاباته في فيلم وثائقي بُث في أواخر عام 2024. يطالب ترامب من القناة البريطانية تعويضات تتراوح بين 1 و 5 مليارات دولار، مدعيًا أن المونتاج ربط جزأين من خطابه بطريقة جعلته يبدو وكأنه يدعو صراحةً إلى العنف خلال أحداث اقتحام مبنى الكابيتول في 6 يناير 2021.

تُعد هذه المعركة القانونية مواجهة ضخمة بين رئيس أمريكي سابق يميل إلى النزعة الاستبدادية، وواحدة من أعرق وأقوى المؤسسات الإعلامية الديمقراطية في بريطانيا. يُنظر إلى الصراع على أنه معركة حضارية بين عالم ترامب، الذي تحركه الأموال والسلطة، وعالم بي بي سي، الذي يمثل الجدية والفكاهة والثقافة الأنجلو سكسونية. وقع الحادث الذي أدى إلى الدعوى القضائية قبيل انتخابات نوفمبر 2024، والتي قد تشهد عودة ترامب إلى السلطة.

ركز الفيلم الوثائقي، الذي أنتجته شركة مستقلة لـ "بي بي سي نيوز" بعنوان "ترامب: فرصة ثانية؟" ("Trump: A Second Chance?"), على أحداث السادس من يناير 2021، عندما اقتحم أنصار ترامب مبنى الكابيتول لمنع تصديق الكونغرس على فوز جو بايدن. كان الجدل الرئيسي حول استخدام مقطع من خطاب ترامب، حيث تم دمج لحظتين من الخطاب في جملة واحدة، وهو ما يزعم ترامب أنه شوه المعنى الحقيقي وقدّمه كداعية للعنف.