
في كلمات قليلة
بعد مرور عام على قرار حل البرلمان، تواجه فرنسا أزمة سياسية عميقة تتميز بضعف الرئيس، عدم استقرار الحكومة، وجمود الجمعية الوطنية. البلاد تشهد حالة من الفوضى وعدم اليقين السياسي.
بعد مرور عام على قرار حل البرلمان، لا يزال الوضع السياسي في فرنسا متوتراً للغاية. يشير المحللون إلى أن الرئيس يبدو أضعف بكثير مما كان عليه قبل عام، بينما تبدو الحكومة أكثر سيولة وتنتظر مصيرها الذي قد يحدده سحب الثقة. حتى أن بعض الوزراء الأكثر شعبية يبحثون بالفعل عن طرق للانسحاب.
بالعودة إلى معاجم اللغة، نجد أن كلمة «حل» (dissolution) تعني «فصل أجزاء الجسم عن طريق التحلل»، كما تستخدم أحياناً للإشارة إلى «التفكك». التحلل والتفكك، هاتان الكلمتان تصفان بدقة حالة السياسة في فرنسا والغموض النفسي وراء قرار لم يفقد بعد عام واحد من صدوره شيئاً من صدمته أو قوته التفكيكية.
اثنا عشر شهراً كافية للنظر في ثمار الشجرة. وهي ليست جميلة المنظر. الرئيس أضعف مما كان عليه قبل عام بلا شك. الحكومة، التي تزداد سيولة، تنتظر أن تسحبها بلاعة الرقابة. أما وزيرها الأكثر شعبية، فهو يبحث بالفعل عن كيفية الهروب.
الجمعية الوطنية وأقلياتها التي وصفها البعض بأنها «زومبي» تسير بلا هدف. تفضل لجان التحقيق التي تتحول إلى محاكم استثنائية، والاقتراحات الرمزية، بدلاً من عملية سن القوانين الحقيقية.
يكشف الوضع الحالي عن فوضى وتضارب مصالح تعمّ المشهد السياسي، من النقاشات الحادة حول قضايا مجتمعية معقدة وصولاً إلى التحديات في مجالات السياسة العامة مثل الإسكان والطاقة المتجددة وإدارة النفقات العامة.
المبادرات الاقتصادية التي تهدف إلى خفض الإنفاق العام فشلت بسبب الفوضى في طريقة تنفيذها. على الساحة الدولية، فرنسا تجد نفسها في مواجهة تحولات قد تغير موازين القوى.
المرحلة النهائية من رئاسة ماكرون تبدو مظلمة تماماً كما كانت بداياتها مشرقة. فرنسا أشبه بورشة بناء ضخمة بلا مخرجات واضحة أو مسار محدد. الفوضى شاملة، والركود يتقدم.