
في كلمات قليلة
اقترحت سيناتور فرنسية مشروع قانون لإصدار إيصالات عند تفتيش الهوية. يهدف المقترح إلى مكافحة التمييز وتحسين العلاقة بين الشرطة والسكان، لكنه يواجه معارضة من وزارة الداخلية.
تقدمت سيناتور فرنسية بمشروع قانون يهدف إلى إصلاح ممارسات الشرطة بشأن تفتيش الهوية، سعياً لإعادة بناء الثقة بين قوات الأمن والسكان، ومكافحة التمييز.
السيناتور كورين نارا سيغين من الحزب الاشتراكي، قدمت هذا المقترح الذي يدعو إلى إنشاء نظام لتسجيل وتتبع عمليات تفتيش الهوية، يُعرف باسم "إيصال التفتيش". يأتي هذا المقترح وسط قلق متزايد بشأن تدهور العلاقات بين الشرطة والمواطنين في فرنسا، وتزايد الخوف من الشرطة بين السكان العاديين.
تقول السيناتور إن فرض تقديم مبرر للتفتيش من شأنه أن يخلق "دائرة إيجابية" ويمنع عمليات التفتيش التعسفية. وقد نضج مقترحها هذا خلال عملها في لجنة معلومات تشكلت بعد وفاة الشاب نائل، في سياق رفض الامتثال لأوامر الشرطة، وهو حدث سلط الضوء على مستوى التدهور في العلاقة بين الشرطة والسكان.
ترى السيناتور أن "إيصال التفتيش" له أهمية كبيرة في "استعادة صورة رجل الشرطة لدى السكان".
يشمل مشروع القانون أيضاً تغييرات في قانون الإجراءات الجنائية لإلزام الشرطة بتبرير عمليات التفتيش التي تقوم بها، وتقييد التفتيش الإداري في المظاهرات أو التجمعات التي لا تشكل خطراً جسيماً على النظام العام. كما تطالب بأن يتم تسجيل تفتيش الهوية "بشكل منهجي" بواسطة كاميرات الشرطة المحمولة قبل بدء عملية التفتيش.
التمييز في عمليات تفتيش الشرطة في فرنسا موثق بالبيانات والتقارير. تستند السيناتور إلى تقارير متعددة، منها تقرير يعود لعام 2017 يفيد بأن "الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و25 عاماً والذين يُنظر إليهم على أنهم سود أو عرب، لديهم احتمالية أعلى بعشرين مرة من بقية السكان للتعرض للتفتيش".
وتشير هذه التقارير إلى أن هذه الفئة السكانية تشهد أيضاً علاقات أكثر تدهوراً مع قوات الأمن، ويبلغون عن تعرضهم للتعامل غير اللائق أو الإهانات أو العنف الجسدي خلال التفتيش. يتم إجراء حوالي 47 مليون عملية تفتيش للهوية سنوياً من قبل الشرطة والدرك في فرنسا، منها 32 مليون في الأماكن العامة. ترى السيناتور أنه يمكن استغلال وقت الشرطة بشكل أفضل بالعدد الحالي من الأفراد.
من جانبها، وزارة الداخلية الفرنسية اعترفت بـ"وجود ممارسات تمييزية في تفتيش الهوية لا يمكن اعتبارها حالات معزولة". وأشارت الوزارة إلى أنها ستتخذ إجراءات لتحسين تحديد هوية أفراد الشرطة، مثل زيادة حجم المعرّفات على الزي الرسمي.
لكن الوزارة تعارض مقترح "إيصال التفتيش"، معتبرة أنه سيزيد من "القيود الإجرائية الثقيلة بالفعل على قوات الأمن". وتؤكد الوزارة أن الإيصال يتطلب إنشاء قاعدة بيانات خاصة، وهي أداة تعتقد أنها "لن تظهر الطابع التمييزي للتفتيش".
فكرة إيصال التفتيش ليست جديدة، وقد فشلت مبادرات مماثلة سابقاً. ترى السيناتور أن الفشل السابق لا يعود لصعوبات تقنية، بل هو "تخل سياسي" بسبب "مقاومة كبيرة من التسلسل الهرمي للشرطة والشرطيين أنفسهم".
سعت السيناتور للقاء نقابات الشرطة لمناقشة مقترحها لكن لم تتمكن إلا من إجراء محادثات غير رسمية. تشير إلى أن هناك نقاشات بين الشرطيين حول ظروف عملهم، وأنهم "يدركون أيضاً أن البعض يتصرف بشكل سيئ ويمكن أن يكون عنيفاً".
لكن على أرض الواقع، لا يبدو الشرطيون مقتنعين بفكرة الإيصال. تقول شرطية تعمل في ضاحية شهدت اضطرابات، إن عمليات التفتيش ضرورية بسبب الشعور بانعدام الأمان، لكنها تقر بأن العلاقة بين الشرطة والسكان تغيرت جذرياً خلال عشرين عاماً، لتصبح الشرطة "أكثر قمعية" بسبب تغير طبيعة الجريمة.
لا تفوتوا **أبراجنا الفلكية**. يتم نشرها كإعلان.