
في كلمات قليلة
قدمت الحكومة الفرنسية مشروع قانون جديد يهدف إلى إصلاح شامل لإقليم مايوت، الأفقر في فرنسا. يتضمن القانون استثمارات ضخمة ولكنه يواجه انتقادات حادة بسبب بنوده المشددة المتعلقة بالهجرة والأمن.
وصل مشروع قانون الحكومة الفرنسية الهادف إلى "إعادة تأسيس" إقليم مايوت، وهو الأفقر في البلاد، إلى الجمعية الوطنية للنقاش. يأتي هذا بعد تبني قانون طوارئ في منتصف فبراير للمساعدة في إعادة بناء الأرخبيل المتضرر بشدة.
هذا النص، الذي أقره مجلس الشيوخ بأغلبية واسعة في نهاية مايو، ينتظره السكان في مايوت بشدة، حيث فاقمت الكارثة الطبيعية المشاكل الهيكلية القائمة بالفعل في الإقليم.
بعد قرابة ستة أشهر من مرور الإعصار المدمر، يبدأ مشروع قانون البرنامج الحكومي دراسته في اللجنة البرلمانية يوم الثلاثاء. ومن المتوقع أن يثير الجانب المتعلق بالهجرة والأمن نقاشات حادة مرة أخرى.
يتناول مشروع القانون مجموعة واسعة من التحديات الكبرى التي تواجه هذا الإقليم الفرنسي رقم 101، بما في ذلك إمدادات المياه، والتعليم، والصحة، والبنية التحتية، والأمن، والهجرة، والإسكان غير النظامي. وتلتزم الدولة بتقديم التزامات مالية بقيمة تقارب أربعة مليارات يورو لتنفيذ هذه الإجراءات.
صرح مقرر النص، النائب فيليب فيجييه، بأن في مايوت "تأخراً عميقاً، ولكن أيضاً إمكانيات استثنائية"، ووصف المشروع بأنه "عمل حقيقي من الاعتراف بهذا الإقليم". ومع ذلك، يعبر سياسيون معارضون عن وجهة نظر مختلفة. فقد اعتبر أحد النواب أن مشروع القانون "بعيد كل البعد عما يجب القيام به"، وأنه "لن يلحق بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، بل سيقيد المزيد من الحريات العامة، وحقوق المهاجرين، وكذلك سكان مايوت".
كما كان الحال في مجلس الشيوخ، من المرجح أن يثير الجانب المتعلق بالهجرة والأمن أكبر قدر من الجدل. فقد جعلت الحكومة مكافحة الهجرة غير الشرعية أولوية في مواجهة التدفق الهائل للأجانب غير النظاميين، القادمين خاصة من جزر القمر المجاورة. وهذا يثير شكوكاً قوية بشأن تطبيق حق المواطنة بالولادة (jus soli)، وهو القاعدة المعمول بها في فرنسا.
يقوم النص بتشديد شروط الحصول على الإقامة، ويجعل إجراءات الإقرار بالأبوة مركزية، ويزيد العقوبات على الإقرارات الأبوية الاحتيالية. كما يسهل عمليات الطرد من الأحياء العشوائية. وفيما يتعلق بالأمن، ينص على أنظمة قانونية خاصة: تعزيز الرقابة على الأسلحة، زيادة مكافحة توظيف الأجانب بدون أوراق، وإمكانية سحب تصاريح الإقامة من آباء الأطفال الذين يعتبرون تهديداً للنظام العام.
وقد أثارت هذه البنود استياء المدافعة الفرنسية عن الحقوق، التي طالبت يوم الجمعة بالتخلي عن أو مراجعة بعض أحكام مشروع القانون، معتبرة أنها "تمس ببعض الحقوق الأساسية". تعتبر مشكلة الهجرة غير الشرعية إلى مايوت حادة بشكل خاص، بالنظر إلى الإحصائيات المأساوية لوفيات المهاجرين أثناء عبور البحر من جزر القمر المجاورة، والذي أصبح مقبرة بحرية حقيقية على مدى الثلاثين عاماً الماضية.