
في كلمات قليلة
يطالب رؤساء البلديات في فرنسا بمنع زواج الأفراد المقيمين بشكل غير قانوني، معتبرين القانون الحالي سخيفاً. من المقرر أن يناقش البرلمان مشروع قانون بهذا الشأن في 26 يونيو. يأتي هذا النقاش وسط تداعيات قضية مأساوية تسلط الضوء على قضايا الهجرة والزواج.
تشهد فرنسا تحركاً متزايداً من قبل رؤساء البلديات الذين يعارضون إلزامهم بعقد زيجات يكون أحد طرفيها مقيماً في البلاد بشكل غير قانوني. ويؤكدون على حقهم في "حماية مواطنيهم" ويرون أن النظام يجبرهم على مخالفة مبادئ الشرعية.
يأتي هذا "التمرد من رؤساء البلديات" كرد فعل على وضع قانوني يعتبره الكثيرون منهم غير منطقي. حالياً، يلزم القانون الفرنسي رؤساء البلديات بإجراء مراسم الزواج حتى لو كان أحد المتقدمين قد صدر بحقه أمر بمغادرة الأراضي الفرنسية (OQTF) أو كان في وضع غير قانوني آخر. هذا الوضع يسبب "يأساً لدى المنتخبين الشعبيين" الذين يشعرون بأنهم "متروكون من قبل النظام".
لمعالجة هذه المسألة، تم تقديم مشروع قانون إلى الجمعية الوطنية الفرنسية يهدف إلى منع إبرام عقود الزواج إذا لم يكن لأحد الزوجين المستقبليين أساس قانوني للإقامة في البلاد. من المتوقع أن يتم فحص هذا المشروع من قبل البرلمان في 26 يونيو.
اكتسب الوضع حساسية خاصة على خلفية حادثة مأساوية. ففي يونيو، ستبدأ محاكمة محمد ع.، وهو مواطن مغربي تزوج في ديسمبر 2021 من مواطنة فرنسية تدعى حليمة زرهوني. تبين لاحقاً أنه كان لديه منذ عام 2019 أمران بترحيله من فرنسا (OQTF). في مايو 2023، يُزعم أنه طعن حليمة وشقيقتها فاطمة مما أدى إلى وفاتهما. تدعي عائلة الضحيتين وقوع "خلل إداري" وتقاضي الدولة، مؤكدة أن "هذا الزواج ما كان يجب أن يحدث" وأن وجود هذا الشخص على الأراضي الفرنسية كان غير قانوني.
وكان الرئيس الفرنسي، تعليقاً على وضع زواج الأجانب الذين صدر بحقهم أمر ترحيل في مايو، قد وصف الوضع بأنه "سخيف".
أربعة من رؤساء البلديات، بمن فيهم رئيس بلدية بيزييه، روبرت مينار (الذي واجه بنفسه دعوى قضائية لرفضه تسجيل زواج بين مواطنة فرنسية وشخص جزائري في وضع غير قانوني)، أصدروا مقالاً مشتركاً، وصفوا فيه الوضع بأنه غير مقبول حيث يُجبر رؤساء البلديات قانونياً على تزويج أشخاص وجودهم في فرنسا غير قانوني.
سيكون فحص مشروع القانون المرتقب في الجمعية الوطنية خطوة هامة في هذا الخلاف بين السلطات المحلية والتشريعات الحالية المتعلقة بالهجرة والزواج.