فرنسا تخطط لإصلاح شامل للإعلام العام: إنشاء شركة قابضة لـ France Télévisions وRadio France والمزيد

فرنسا تخطط لإصلاح شامل للإعلام العام: إنشاء شركة قابضة لـ France Télévisions وRadio France والمزيد

في كلمات قليلة

تتم مناقشة مشروع قانون في فرنسا لإنشاء شركة قابضة موحدة لتشمل وسائل الإعلام الحكومية مثل فرانس تيليفيزيون وراديو فرانس. تعتبر وزيرة الثقافة الإصلاح ضروريًا لزيادة القدرة التنافسية، بينما تخشى النقابات من تخفيضات وفقدان الاستقلالية.


تستأنف الجمعية الوطنية الفرنسية مناقشة مشروع قانون قد يغير بشكل كبير هيكل الإعلام العام في البلاد. هذه المبادرة، التي تدعمها بقوة وزيرة الثقافة رشيدة داتي، تهدف إلى إنشاء شركة قابضة موحدة تشرف على وسائل الإعلام الحكومية الرئيسية: فرانس تيليفيزيون (وتشمل قنوات France 2، France 3، France 4، France 5، وقناة الأخبار franceinfo، وغيرها)، وراديو فرانس (وتشمل محطات France Inter، France Culture، France Musique، FIP، Mouv'، وغيرها)، والمعهد الوطني للسمعيات البصرية (INA)، وربما فرانس ميديا موند (التي تبث خارج فرنسا وتشمل RFI وFrance 24).

مشروع القانون، الذي وافق عليه مجلس الشيوخ بالفعل في قراءة أولى، يقترح إنشاء هيكل يسمى "France Médias" بملكية حكومية كاملة (100%). اعتبارًا من 1 يناير 2026، ستحدد هذه الشركة الأم الاستراتيجية العامة، وتسرّع التعاون بين الكيانات التابعة، وتحسّن توزيع الموارد. تؤكد وزيرة الثقافة رشيدة داتي أن الإصلاح ليس تفكيكًا أو خصخصة، بل هو وسيلة لتقوية الإعلام العام في مواجهة المنافسة الشديدة من المجموعات الإعلامية الخاصة، ومنصات البث الرقمي، وشبكات التواصل الاجتماعي.

ومع ذلك، تعبر النقابات وجزء من المعارضة عن مخاوف جدية. يرون في إنشاء الشركة القابضة خطوة أولى نحو اندماج كامل، على الرغم من نفي الوزيرة لذلك. المخاوف الرئيسية تتعلق باحتمال خفض الميزانية، وفقدان الوظائف لحوالي 16 ألف موظف، بالإضافة إلى تهديد الاستقلالية التحريرية، والتعددية، وحرية المعلومات. ينتقد المعارضون خطر تركيز سلطة كبيرة جدًا في يد شخص واحد – الرئيس المستقبلي للشركة القابضة.

من الجدير بالذكر أن القناتين الدوليتين TV5 Monde وArte مستثناتان من الإصلاح بسبب وضعهما الدولي الخاص. مصير فرانس ميديا موند لا يزال غير مؤكد وقد يُستبعد من المشروع النهائي.

يتناول مشروع القانون أيضًا مسألة تمويل الإعلام العام. بعد إلغاء رسوم الترخيص التلفزيوني في عام 2022، يُقترح تأمين تدفق ثابت للأموال من خلال تخصيص جزء من عائدات الضرائب الحكومية، وتحديداً حصة من ضريبة القيمة المضافة (TVA).

فكرة دمج وسائل الإعلام الحكومية الفرنسية ليست جديدة وتمت مناقشتها منذ عام 2015، لكن المحاولات السابقة لم تنجح. أحيت الوزيرة داتي المشروع في عام 2024 بناءً على الأعمال السابقة. وقد تأجلت مناقشة مشروع القانون في الجمعية الوطنية ثلاث مرات بالفعل.

على الرغم من الدعم الواسع للمادة الأولى المتعلقة بإنشاء الشركة القابضة في اللجنة المختصة، فإن مصير مشروع القانون النهائي لا يزال غير واضح. المعارضة من اليسار ترى فيه تهديدًا للتنوع الثقافي والتعددية، بينما ترى اليمين المتطرف أن الإصلاح ليس كافيًا وتدعو إلى تركيز أعمق في القطاع. من المقرر إجراء الفحص النهائي في الجمعية في أواخر يونيو.

نبذة عن المؤلف

ناتاليا - صحفية اجتماعية، تغطي قضايا الهجرة والتكيف في فرنسا. تساعد تقاريرها السكان الجدد في فهم البلاد وقوانينها بشكل أفضل.