فرنسا: تقارير تربط بين السياسة والجريمة المنظمة كإشارة إلى 'نهاية النظام'

فرنسا: تقارير تربط بين السياسة والجريمة المنظمة كإشارة إلى 'نهاية النظام'

في كلمات قليلة

يشير محللون إلى تزايد الروابط بين السياسة والجريمة في فرنسا كعلامة على أزمة نظامية. يُسلط الضوء على الصلات المزعومة بين الحركات اليسارية المتطرفة والجريمة وتأثير ذلك على الاستقرار.


يشير محللون إلى تزايد الروابط بين بعض الحركات السياسية والتنظيمات الإجرامية في فرنسا، معتبرين ذلك علامة على ضعف الدولة وربما اقتراب ما يصفونه بـ 'نهاية النظام'. يرى هؤلاء المحللون أن هذا التلاقي المشؤوم يحدث في ظل عجز الدولة المتزايد عن ممارسة وظائفها السيادية وتزايد جرأة اليسار المتطرف.

هذا التطور الخطير يذكّر بما شهدته أجزاء من أمريكا اللاتينية في الستينيات والسبعينيات، حيث تطورت علاقات عضوية وعملياتية وثيقة بين المجموعات الثورية الماركسية وتجار المخدرات. كانت المجموعات الثورية تموّل أنشطتها من عائدات التهريب، بينما كان المهربون يدعمون المنظمات التي تحارب قوى الأمن وسلطة الدولة. وتُعد العلاقة التاريخية بين الفارك وتجارة المخدرات في كولومبيا، وقرب حركة الدرب المضيء من إنتاج وتجارة الكوكا في بيرو، أمثلة موثقة على ذلك.

يُقال إن الآليات نفسها تعمل حالياً في فرنسا، مدعومة بتحالف سياسي عميق، خاصة منذ صعود حزب LFI واستراتيجيته السياسية لاستقطاب الناخبين من المهاجرين، وخاصة من أصول مغاربية وأفريقية ودين إسلامي، ممن يعيشون في ضواحي المدن، والتي ينحدر منها جزء كبير من المهربين. على سبيل المثال، في تولوز في مايو 2024، تم إيقاف وتوجيه الاتهام لخمسة أعضاء من مجموعة تطلق على نفسها اسم 'الهجوم الثوري المناهض للفاشية'، يُرجح تأسيسها في 2023. عُثر بحوزتهم على حوالي 20 كيلوغراماً من القنب و12000 يورو نقداً. في أبريل، كان نفس الأفراد قد اعتدوا على نشطاء ومقاتلين من اليمين المتطرف ونشروا مقاطع فيديو الاعتداءات على وسائل التواصل الاجتماعي.

كان حزب LFI أسرع بكثير في إدانة الإجراءات الأمنية للشرطة بعد أعمال النهب التي صاحبت احتفالات فوز نادي باريس سان جيرمان في 31 مايو 2025، مقارنة بإدانة أعمال النهب نفسها ولصوصها.

النزاع السياسي المشروع يُستخدم لتبرير الجريمة، والجريمة تمول النزاع السياسي. مؤخراً، في أبريل 2025، أعلنت منظمة تطلق على نفسها اسم 'حقوق السجناء الفرنسيين' (DDPF) مسؤوليتها عن موجة من الهجمات المنسقة ضد مؤسسات السجون، شملت حرائق وإطلاق قذائف مورتر وأحياناً حتى كلاشينكوف. هذه الأحداث، التي تحمل بصمات اليسار المتطرف، جاءت، وفقاً لوزارة العدل، كرد فعل على قرار الحكومة تعزيز الأمن والرقابة في السجون، خاصة من خلال تجميع أخطر السجناء في سجون جديدة ذات حراسة مشددة.

بالإضافة إلى هذه الحالات الواضحة من التداخل الكامل بين النشاط الإجرامي والنشاط اليساري المتطرف، هناك مجال من التداخل الجزئي بين الجريمة والسياسة، لا يقتصر على تهريب المخدرات فقط، ولا على اليسار فقط. على سبيل المثال، كان حزب LFI أسرع بكثير في إدانة الإجراءات الأمنية للشرطة بعد أعمال النهب التي صاحبت احتفالات فوز نادي باريس سان جيرمان في 31 مايو 2025، وأسرع في اتهام وزير الداخلية، مقارنة بإدانة أعمال النهب نفسها ولصوصها. ويتبع هذا نهجاً معيناً يرى في هذا النوع من الانتهاكات شكلاً من أشكال الانتقام البروليتاري ضد الرأسمالية والنزعة الاستهلاكية.

من ناحية أخرى، في عام 2024، أثارت قضية رئيسة بلدية أفالون ضجة كبيرة. وُضعت رهن الاحتجاز مع اثنين من إخوتها، بعد اكتشاف 70 كيلوغراماً من راتنج القنب، وسبائك ذهب، وكيلوغرام كوكايين، و7000 يورو نقداً في منزل يخصها ويعيش فيه أحد إخوتها الذي سبق إدانته بتجارة المخدرات. ورغم أن التطورات الأخيرة في الإجراءات القضائية قد تميل إلى استبعاد مسؤوليتها الشخصية، فإن المثال يظل صارخاً على قرب بعض المسؤولين المنتخبين من شبكات التهريب، هذا إذا لم يكونوا متورطين هم أنفسهم، مثل حالة سيناتور حزب 'الجمهوريون' التي أوقفت في بداية مايو في الجمارك بحقيبة تحتوي على 22 كيلوغراماً من السجائر غير المصرح بها، بقيمة تزيد عن 14000 يورو.

هذه الحالة الأخيرة تُعد نموذجاً على أن التورط في أنواع مختلفة من التهريب، من المخدرات إلى السجائر، مشكلة متزايدة الانتشار بين المسؤولين المحليين المنتخبين. ولا يقتصر الأمر على الجناح اليساري للطيف السياسي، في حين أن المسؤولين المنتخبين يصوّتون على المزيد من الإجراءات الصحية المتعلقة بالتبغ، مثل منع التدخين اعتباراً من 1 يوليو 2025 في الشواطئ والحدائق والأماكن العامة ومحيط المدارس ومحطات الحافلات... وأيضاً ضد استخدام السجائر الإلكترونية، رغم أنها بديل صحي أفضل لاستهلاك التبغ، وتريد الحكومة تحديد ليس فقط مستوى النيكوتين فيها بل أيضاً تنوع النكهات! ناهيك عن تقارير سابقة كشفت مدى انتشار استهلاك الكحول والمخدرات داخل الجمعية الوطنية نفسها. ويُذكر أيضاً حالة النائب عن حزب LFI الذي أوقف في أكتوبر 2024 متلبساً بشراء مادة مخدرة.

سلطة الدولة فقدت مصداقيتها لدى السكان الذين يُدفعون، كما هو الحال في قضايا أخرى (الهجرة، في المقام الأول)، إلى التفكير في حلول أكثر راديكالية وشعبوية أملاً في عودة القانون والنظام.

الفجوة بين هذه السياسات العامة المعلنة وحجم انتشار 'الفساد المرتبط بالمخدرات' في النسيج السياسي المحلي والوطني يغذي الشعور بأن المسؤولين السياسيين يستفيدون غالباً، ولو بشكل غير مباشر، من أنشطة التهريب، أو على الأقل يثير انطباعاً بالعجز وعدم الكفاءة في مكافحة التهريب. مهما كان الأمر، فإن سلطة الدولة فقدت مصداقيتها لدى السكان الذين يُدفعون، كما هو الحال في قضايا أخرى (الهجرة، في المقام الأول)، إلى التفكير في حلول أكثر راديكالية وشعبوية أملاً في عودة القانون والنظام.

في الوقت نفسه، ظاهرة تقارب اليسار المتطرف مع الجريمة المنظمة تجعل العنف السياسي لليسار لا يمكن تمييزه تدريجياً عن تهريب المخدرات، والعكس سيكون صحيحاً بشكل متزايد كلما زاد عدد المهربين الذين يهاجمون سلطات الدولة كهدف بحد ذاته. وبالتالي، فإن تصنيف عمليات التهريب على أنها مجرد 'جريمة منظمة' يعني التقليل بشدة من درجة العنف السياسي الموجود بالفعل في فرنسا.

القرب بين الأوساط الإجرامية والأوساط النشطة له تأثير طويل الأمد ضار على السلوكيات السياسية. فالممارسة التصادمية والفوضوية في الجمعية الوطنية التي يتبعها حزب LFI هي نتيجة مباشرة لمسيرة بعض أعضائه، ممن يعترفون بوجود ماضٍ مرتبط بالجريمة. التطور الحالي في أوساط النشطاء يمهد الطريق لظهور شخصيات أكثر راديكالية في اليسار قريباً، مما قد يؤدي بدوره إلى تطرف الناخبين رفضاً للفوضى وسلطة الجريمة.

نبذة عن المؤلف

باول - محلل دولي، يحلل السياسة الخارجية لفرنسا والعلاقات الدولية. تساعد تعليقاته الخبراء في فهم موقف فرنسا على الساحة العالمية.