في كلمات قليلة
تتزايد التساؤلات في فرنسا حول إمكانية تعبئة المواطنين لصراع مسلح، في ظل تصريحات مقلقة من قائد عسكري وإعلانات مرتقبة من الرئيس ماكرون حول خدمة وطنية تطوعية. تأتي هذه التطورات وسط تصاعد التوترات في أوروبا ودعوات لتعزيز القدرات الدفاعية.
في ظل تصاعد التوترات في القارة الأوروبية، تشهد فرنسا نقاشات حادة حول إمكانية تعبئة مواطنيها في حال نشوب نزاع مسلح، وهو سيناريو كان يعتبر غير وارد حتى وقت قريب. تأتي هذه النقاشات في أعقاب تصريحات مقلقة أدلى بها الجنرال ماندون، بالإضافة إلى إعلانات مرتقبة من الرئيس إيمانويل ماكرون بخصوص الخدمة الوطنية التطوعية.
يستعد الرئيس ماكرون لإطلاق مبادرة تهدف إلى تشكيل احتياطي عملياتي. بموجب هذه الخطة، سيخضع الشباب المتطوعون لتدريب مكثف مدته عشرة أشهر، مع حصولهم على مكافأة تتراوح بين 900 و 1000 يورو. تتناسب هذه الخطوات مع توجهات العديد من الدول الأوروبية التي بدأت في مراجعة شروط خدمتها العسكرية لتعزيز قدراتها الدفاعية.
وقد حذر رئيس أركان الجيوش في وقت سابق، بتاريخ 18 نوفمبر، من أن فرنسا يجب أن تكون مستعدة لـ "تقبل فقدان أبنائها" في حال مواجهة مع روسيا. ورغم أن الجنرال ماندون خفف لاحقاً من حدة تصريحاته، موضحاً أنه كان يهدف فقط إلى "تنبيه" الفرنسيين إلى "تدهور السياق بسرعة"، إلا أن كلماته أثارت تساؤلات جدية حول مستقبل الدفاع الفرنسي.
إن هذه التطورات، سواء فيما يتعلق بالتعبئة المحتملة أو بتطوير نظام الخدمة التطوعية، تؤكد على جدية الوضع الجيوسياسي الراهن وسعي فرنسا لتعزيز أمنها في عالم متغير.