فرنسا تطلق مؤتمر المواطنين حول أوقات الأطفال: ما الذي سيتم بحثه ومتى نتوقع النتائج؟

فرنسا تطلق مؤتمر المواطنين حول أوقات الأطفال: ما الذي سيتم بحثه ومتى نتوقع النتائج؟

في كلمات قليلة

بدأت فرنسا مشروعاً مجتمعياً كبيراً: مؤتمر المواطنين حول أوقات الأطفال. سيقوم 130 مواطناً تم اختيارهم عشوائياً بمناقشة كيفية تنظيم حياة الأطفال بين 3 و18 عاماً لتحسين تعلمهم وتطورهم وصحتهم. الهدف هو تقديم توصيات بحلول نوفمبر 2025 لتطبيقها المحتمل اعتباراً من عام 2026.


بدأت فرنسا مشروعاً مجتمعياً كبيراً يهدف إلى إعادة التفكير في الحياة اليومية للأطفال. انطلق مؤتمر المواطنين حول أوقات الأطفال يوم الجمعة، وسيجمع 130 مواطناً تم اختيارهم عشوائياً للعمل على مقترحات تتعلق بتنظيم حياة الأطفال الفرنسيين الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و18 عاماً.

هذه المبادرة، التي أعلن عنها الرئيس إيمانويل ماكرون في مايو، تأتي استمراراً لمؤتمرات المواطنين السابقة (مثل مؤتمر المناخ عام 2019 ونهاية الحياة عام 2022). تهدف إلى إشراك المواطنين في البت في "مواضيع حاسمة"، وأولها يتعلق بالطفولة والتعليم.

المؤتمر من تنظيم المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي (CESE). سيجتمع المشاركون حتى نهاية نوفمبر 2025 لمناقشة مجموعة واسعة من المواضيع: من جدول المدرسة ومدة العطلات إلى إمكانية الوصول إلى الأنشطة الترفيهية والرياضية، واستخدام الأدوات الرقمية، وقضايا النقل. السؤال الرئيسي الذي سيسعون للإجابة عليه هو: "كيف يمكن هيكلة الأوقات المختلفة في الحياة اليومية للأطفال بشكل أفضل لتكون أكثر ملاءمة لتعلمهم وتطورهم وصحتهم؟"

من المتوقع أن يتم التركيز بشكل خاص على إيقاعات المدرسة. أشار تقرير صادر عن محكمة الحسابات في مايو الماضي إلى أن جداول المدرسة الحالية "لا تتناسب مع احتياجات الطلاب" و"معرفة الكرونوبيولوجيا (علم توقيت الأنشطة البيولوجية) لدى الطفل"، منتقداً بشكل خاص نظام الأيام الأربعة في الأسبوع الدراسي الذي يعتبره الخبراء سلبياً على اليقظة والأداء.

تم تشكيل لجنة الـ 130 مواطناً عن طريق السحب العشوائي لأرقام الهواتف لتعكس أكبر قدر ممكن من التنوع الديموغرافي والاجتماعي والجغرافي للمجتمع الفرنسي. تضم اللجنة أشخاصاً من جميع الأعمار، ومهن متنوعة (من عامل زراعي إلى مدير مدرسة)، ومقيمين في المدن الكبرى والمناطق الريفية والأقاليم ما وراء البحار. سيتم تعويض المشاركين عن وقتهم، بالإضافة إلى تغطية تكاليف النقل والإقامة ورعاية الأطفال.

ستستمر أعمال المؤتمر حتى نوفمبر 2025، وتشمل عدة جلسات تستمر ثلاثة أيام. سيتم إشراك مختلف الأطراف المعنية في المناقشات: المعلمون، مديرو المدارس، أولياء الأمور، ممثلو السلطات المحلية، الجمعيات، والخبراء.

إحدى الجوانب المبتكرة هي المشاركة المباشرة للأطفال. سيتم تشكيل مجموعة تضم 20 طفلاً تتراوح أعمارهم بين 11 و17 عاماً لمتابعة النقاشات وتقديم وجهات نظرهم. كما يُخطط لتنظيم ورش عمل خلال العطلات الصيفية لجمع مقترحات من الأطفال وأولياء الأمور.

من المتوقع أن تكون توصيات المؤتمر، التي ستُقدم في تقرير استشاري نهاية نوفمبر، بمثابة أساس لقرارات الحكومة وقد تؤدي إلى تطبيق أولى الإصلاحات اعتباراً من عام 2026.

نبذة عن المؤلف

باول - محلل دولي، يحلل السياسة الخارجية لفرنسا والعلاقات الدولية. تساعد تعليقاته الخبراء في فهم موقف فرنسا على الساحة العالمية.