في كلمات قليلة
يروي السفير السابق في موسكو، بيير ليفي، في كتابه "في قلب روسيا المتحاربة"، الأسباب التي دفعت الكرملين إلى حرب أوكرانيا، مشيراً إلى التلاعب بالتاريخ وازدراء الدبلوماسية كعوامل رئيسية.
لقد شهد السفير السابق في موسكو، بيير ليفي، الذي شغل منصبه من عام 2020 إلى عام 2024، تصاعد التوترات التي أدت في فبراير 2022 إلى "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا. في كتابه "في قلب روسيا المتحاربة"، يروي ليفي "الانحدار نحو الهاوية".
يحلل الكتاب الأسباب العميقة التي دفعت الكرملين إلى هذا الصراع، مشيراً إلى تلاعب بالتاريخ، وقلب للحقائق، وازدراء للدبلوماسية، وتمجيد للقوة العسكرية. يوضح السفير أن الحرب "تنشأ من تقارب قوتين: ماضٍ لم يُهضم جيداً ومستقبل مرفوض". ويسرد بالتفصيل تسلسل الأحداث وتصاعد التوترات، واصفاً إياها بأنها سلسلة من الفرص الضائعة عن عمد مع الغرب.
يكشف ليفي ببراعة الأسلوب العملي للكرملين، والذي يتمثل في ثلاث مراحل: أولاً، يتم التفكير في أي مشروع لفترة طويلة، "أو بالأحرى يتم مضغه"، كما يسخر الكاتب؛ ثم يليه تحليل "منهجي ودقيق" لتوازنات القوى؛ وأخيراً، يأتي التنفيذ. هذا ما حدث في شتاء عام 2022، عندما أيقظ السفير خبر بدء الحرب في الساعة السادسة صباحاً.
ما تم وصفه رسمياً بأنه "عملية عسكرية خاصة" من أجل "تجريد أوكرانيا من النازية وتجريدها من السلاح" هو في الواقع، كما يكتب بيير ليفي، "انحدار نحو الهاوية". يتبع ليفي مسار فلاديمير بوتين الذي بدأ بقراءاته لإيفان إيلين، الفيلسوف الذي كان مقتنعاً بأن الغرب يريد تفكيك روسيا للقضاء عليها، وانتهى بإنكار سيادة أوكرانيا.