
في كلمات قليلة
عقب إعلان الانتخابات المبكرة في فرنسا، عقدت مارين لوبان وجوردان بارديلا اجتماعات في شقة سرية بباريس لتشكيل حكومة محتملة. هدفت هذه اللقاءات السرية إلى اختيار مرشحين للمناصب الوزارية لمواجهة الانتقادات الموجهة للحزب بشأن افتقاره للكفاءة، مما أدى إلى تكوين "حكومة ظل" لم يُكشف عن أعضائها.
في قلب باريس، وبعيدًا عن أعين الصحافة والمراقبين، كانت تجري استعدادات سياسية على قدم وساق في شقة سرية. هنا، في شقة مستأجرة بالدائرة السادسة عشرة الراقية، كان كل من مارين لوبان وجوردان بارديلا، قادة حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف، يرسمان ملامح حكومتهما المحتملة.
جاء هذا النشاط المحموم في أعقاب القرار المفاجئ للرئيس إيمانويل ماكرون بحل الجمعية الوطنية في يونيو 2024، والدعوة إلى انتخابات تشريعية مبكرة. فبعد تحقيق حزب التجمع الوطني نتيجة تاريخية في الانتخابات الأوروبية بحصوله على أكثر من 31% من الأصوات، وجد الحزب نفسه أمام فرصة حقيقية للوصول إلى السلطة، لكنه لم يكن مستعدًا بالكامل.
على الرغم من التصريحات المتكررة بأن "خطة ماتينيون" (مقر رئاسة الوزراء) جاهزة، كشفت الدعوة للانتخابات عن وجود تحديات كبيرة. كان الهدف من الاجتماعات السرية هو بناء فريق حكومي قوي ومؤهل، لمواجهة الاتهامات المستمرة بانعدام الكفاءة التي طالما لاحقت الحزب.
تحولت الشقة الصغيرة إلى ما يشبه مكتب موارد بشرية يعمل بوتيرة متسارعة. استقبلت لوبان وبارديلا، بمساعدة فريق مصغر من المقربين، مجموعة من المرشحين المحتملين للمناصب الوزارية. ضمت القائمة حقوقيين، وكبار الموظفين الحكوميين، ورجال أعمال، وشخصيات أخرى أبدت استعدادها للتعاون مع الحزب في حال فوزه.
كانت العملية تتم في سرية تامة. جوردان بارديلا، المرشح لمنصب رئيس الوزراء تحت شعار "بارديلا، رئيسًا للوزراء"، كان يتنقل بين مقر الحزب الرسمي والشقة السرية لإجراء المقابلات. ووفقًا للمصادر، تم تشكيل قائمة "حكومة ظل" كاملة، لكن لم يتم تسريبها أبدًا إلى العلن.
ومع أن الحزب لم يعد يستخدم تلك الشقة، إلا أن قائمة الوزراء التي تم إعدادها هناك لا تزال تمثل المرجعية الأساسية للتجمع الوطني، الذي بات يحلم أكثر من أي وقت مضى بالوصول إلى السلطة في فرنسا.