
في كلمات قليلة
يمر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بفترة سياسية صعبة، حيث يواجه احتجاجات ضد مشروع قانون مثير للجدل يستهدف منظمات المجتمع المدني، وصعود شعبية منافس محافظ جديد، وضغطاً متزايداً من الاتحاد الأوروبي.
يمر رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بفترة عصيبة في مسيرته السياسية. تظهر استطلاعات الرأي الأخيرة تراجعاً في شعبيته، ويواجه حزبه «فيدس» تحديات غير معتادة.
من أبرز أسباب الضغط المتزايد هو عزم الحكومة تمرير مشروع قانون من شأنه منحها سيطرة شبه كاملة على منظمات المجتمع المدني التي لا تزال خارج نفوذها. انتقد الكثيرون هذه الخطوة، معتبرين إياها محاولة "لخنق" الأصوات المستقلة الأخيرة، ولقيت استهجاناً في بروكسل كونها تعد ابتعاداً عن المعايير الديمقراطية الأوروبية.
على الرغم من استعداد الحكومة لتمرير القانون المثير للجدل، تم اتخاذ قرار في اللحظة الأخيرة بتأجيل التصويت عليه حتى الخريف. لكن هذا التراجع المؤقت لم ينهِ التوترات. في اليوم الذي كان مقرراً فيه التصويت، العاشر من يونيو، تجمع حوالي 30 ألف شخص أمام البرلمان في بودابست للاحتجاج على الإجراءات المقترحة.
يزداد موقف أوربان صعوبة مع صعود نجم منافسه المحافظ الجديد، الذي يتفوق عليه في معظم استطلاعات الرأي. يعد هذا المنافس بمكافحة الفساد وإجراء إصلاحات، وهو ما يجد صدى لدى جزء من الناخبين المتعبين من حكم «فيدس» الطويل ومن الصعوبات الاقتصادية.
تساهم العلاقات المعقدة مع الاتحاد الأوروبي أيضاً في المشاكل الحالية. فالمجر غالباً ما تعرقل القرارات الرئيسية للاتحاد الأوروبي، خاصة فيما يتعلق بدعم أوكرانيا، وتواجه تجميد جزء من المساعدات الأوروبية، مما يؤثر سلباً على اقتصاد البلاد ويزيد من استياء المواطنين. ترى حكومة أوربان أن انضمام أوكرانيا للاتحاد الأوروبي سيدمر المجر. كما يتخذ أوربان خطوات تبعد بلاده عن بروكسل، مثل الانسحاب من آليات المحكمة الجنائية الدولية بعد إصدارها مذكرة توقيف بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي.
في ظل هذه التحديات، يضطر أوربان أيضاً للتعامل مع مشاكل داخلية مثل ارتفاع معدلات التضخم، محاولاً كبح جماح أسعار المواد الغذائية، وهو أمر مهم بشكل خاص للمتقاعدين. كما تعمل حكومته بنشاط على تعزيز معدلات المواليد، مؤممة العيادات الخاصة لتوفير علاجات مجانية للعقم بتقنية التلقيح الصناعي.
يظهر الوضع الحالي أن فيكتور أوربان يواجه أخطر التحديات منذ سنوات في السلطة، محاولاً الحفاظ على السيطرة والاستعداد للانتخابات القادمة العام المقبل وسط معارضة متزايدة داخلياً وخارجياً.