غارات باكستانية على أفغانستان تودي بحياة مدنيين وتصعد التوترات

غارات باكستانية على أفغانستان تودي بحياة مدنيين وتصعد التوترات

في كلمات قليلة

باكستان شنت غارات جوية على أفغانستان أسفرت عن مقتل مدنيين، منهم تسعة أطفال، في ظل تصاعد التوترات الحدودية. البلدان يتبادلان الاتهامات بإيواء جماعات إرهابية، ما يزيد من تعقيد العلاقات بينهما.


قُتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص، بينهم تسعة أطفال وامرأة، في غارات جوية شنتها باكستان على أفغانستان، حسبما أفادت حكومة طالبان. وأشار المتحدث باسم حركة طالبان إلى قصف منزل مدني في إقليم خوست. جاءت هذه الغارات ليلة الاثنين إلى الثلاثاء، مما زاد من حدة التوترات بين الجارتين.

أعلن ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم حكومة طالبان، عبر منصة X أن القوات الباكستانية قصفت منزلاً مدنياً في إقليم خوست حوالي منتصف الليل، مما أسفر عن مقتل تسعة أطفال (خمسة أولاد وأربع بنات) وامرأة. كما ذكر وقوع غارات أخرى في إقليمي كونار وباكتيا شرقي البلاد، مما أدى إلى إصابة أربعة أشخاص.

تأتي هذه الأحداث في ظل تصاعد التوترات مع إسلام آباد، وعقب هجوم انتحاري استهدف مقر قوات الأمن الباكستانية في إقليم حدودي مع أفغانستان، لم تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه بعد. تعهد رئيس الوزراء الباكستاني شهباز شريف بـ"تتبع ومعاقبة" الجناة، مؤكداً عزمه على "القضاء على الإرهاب"، بينما ذكرت قناة PTV الحكومية أن المهاجمين قد يكونون "مواطنين أفغان".

في 11 نوفمبر، أسفر هجوم آخر أمام محكمة في إسلام آباد عن مقتل 12 شخصاً وإصابة العشرات، وتبنته حركة طالبان الباكستانية، التي تشارك حركة طالبان الأفغانية نفس الأيديولوجية والتي استعادت السلطة في كابول عام 2021. حينها، اتهمت إسلام آباد "خلية إرهابية" بأنها "تلقّت توجيهات وإرشادات في كل مرحلة من القيادة العليا المتمركزة في أفغانستان".

تدهورت العلاقات بين باكستان وأفغانستان، المتذبذبة منذ عودة طالبان إلى السلطة في كابول، مؤخراً بسبب قضايا أمنية ومشاكل هجرة متكررة. فبعد مواجهة مسلحة نادرة الشدة في أكتوبر، أسفرت عن مقتل حوالي 70 شخصاً، التقى البلدان في عدة جولات من المفاوضات أدت إلى هدنة. لكن هذه الهدنة هشة وغير واضحة المعالم، حيث لم يتمكن كابول وإسلام آباد من تحقيقها بالرغم من وساطة قطر وتركيا، بسبب خلافات حول القضايا الأمنية على وجه التحديد.

إسلام آباد، التي تواجه تصاعداً في الهجمات ضد قواتها الأمنية، تتهم جارتها الأفغانية بلا هوادة بـ"إيواء" جماعات "إرهابية"، على رأسها حركة طالبان الباكستانية. في المقابل، تنفي كابول هذه الاتهامات وتتهم باكستان بإيواء جماعات مسلحة معادية لها، وتعتبر أن الهجمات ضد قوات الأمن الباكستانية هي مشكلة داخلية للبلد المجاور لا تملك هي السيطرة عليها. ظلت الحدود الطويلة البالغة 2600 كيلومتر مغلقة منذ 12 أكتوبر، مما يعيق التبادلات التجارية الثنائية الهامة.

نبذة عن المؤلف

يانا - صحفية متخصصة في قضايا التعليم والعلوم في فرنسا. تعتبر موادها عن الجامعات الفرنسية والإنجازات العلمية دائمًا ذات صلة ومفيدة.