
في كلمات قليلة
الشعار الشائع بأن «المعلومة ليست رأياً» يُنتقد باعتباره تبسيطاً. الموضوعية التامة في الأخبار غير ممكنة بسبب الذاتية البشرية التي تؤثر دائماً على تقديم المعلومات.
في المشهد الإعلامي المعاصر، غالباً ما نسمع ادعاءات بأن «المعلومة ليست رأياً». يهدف هذا الشعار إلى التأكيد على حيادية وموضوعية المواد الإخبارية. ومع ذلك، يرى العديد من الخبراء والنقاد الإعلاميين أن هذا التأكيد هو في أفضل الأحوال تبسيط مخل، وفي أسوأ الأحوال تشويه متعمد للواقع.
القيمة الحقيقية للمعلومة تكمن في أنها تكشف جوهر الشيء، وتظهر ما هو عليه بالفعل. أما القول بأن المعلومة «ليست رأياً» أو «ليست شيئاً آخر»، فإنه في جوهره لا يخبرنا إلا القليل عن المعلومة نفسها.
علاوة على ذلك، فإن محاولة تحقيق الموضوعية المطلقة والكاملة في الصحافة تواجه عقبة أساسية: الذاتية البشرية. أي شخص ينتج محتوى إخباري، سواء كان ذلك في جمع الحقائق أو تحليلها أو اختيار زاوية التقديم أو صياغة العنوان، يعمل من خلال منظور رؤيته الخاصة وخبرته، وفي جوهره، من خلال رأيه أو نظرته للعالم. إن السعي نحو الموضوعية ينبع دائماً من الذاتية ويحمل حتماً بصمتها.
لذلك، على الرغم من كل الجهود المبذولة لتحقيق الحياد وعدم الانحياز، يبدو التحرر المطلق للمعلومة من أي ظل من الرأي أو التفسير أمراً بعيد المنال. يرى النقاد أن الاعتراف بهذه الحقيقة هو نهج أكثر صدقاً من إعلان أسطورة الموضوعية الكاملة، التي يُزعم أنها تفصل المعلومات «الخالصة» عن أي رأي.