
في كلمات قليلة
هولندا ستجري انتخابات مبكرة في 29 أكتوبر 2025 بعد سقوط الحكومة. الأزمة نجمت عن انسحاب حزب الحرية اليميني المتطرف بسبب خلاف حول سياسة الهجرة. زعيم الحزب جيرت فيلدرز متهم بإثارة أزمة مصطنعة.
ستشهد هولندا، خامس أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي، انتخابات برلمانية مبكرة في 29 أكتوبر 2025. جاء هذا القرار عقب انهيار الحكومة الائتلافية الحاكمة، الذي تسارع بانسحاب حزب الحرية (PVV) اليميني المتطرف بزعامة جيرت فيلدرز.
أعلنت وزيرة الداخلية الهولندية، جوديث أويترمارك، رسمياً عن تحديد موعد الانتخابات. وقالت في تصريح لها إنها ستعمل خلال الأشهر المقبلة مع البلديات والجهات المعنية الأخرى للتحضير لهذا اليوم الهام للديمقراطية الهولندية لضمان سير العملية بسلاسة.
ستتم متابعة هذه الانتخابات عن كثب في أوروبا، خاصة مع تحقيق الأحزاب اليمينية المتطرفة مكاسب انتخابية كبيرة في الآونة الأخيرة. تشير استطلاعات الرأي الحالية إلى تقارب شديد بين حزب الحرية بزعامة جيرت فيلدرز والتحالف بين حزب الخضر والديمقراطيين الاشتراكيين بقيادة نائب رئيس المفوضية الأوروبية السابق فرانس تيمرمانس. يليهما حزب الشعب من أجل الحرية والديمقراطية (VVD) الليبرالي، مما ينبئ بانتخابات تنافسية محتدمة.
تم إشعال فتيل الأزمة بانسحاب مفاجئ لجيرت فيلدرز وحزب الحرية من الائتلاف الهش الحاكم، على خلفية خلاف حول سياسة الهجرة. يرى جيرت فيلدرز أن الحكومة كانت بطيئة جداً في تنفيذ "سياسة الهجرة الأكثر صرامة على الإطلاق" التي كان يطالب بها الائتلاف.
كان حزب الحرية قد حقق فوزاً مفاجئاً في انتخابات نوفمبر 2023، حيث تصدر النتائج وحصل على 37 مقعداً من أصل 150 مقعداً في مجلس النواب. لكن طموحات فيلدرز لقيادة البلاد تعرقلت بعد فوزه الانتخابي، حيث عرقل شركاؤه في الائتلاف ترشحه لمنصب رئيس الوزراء، واختاروا ديك سخوف كمرشح تسوية.
لطالما صرح جيرت فيلدرز بأن الطريقة الوحيدة لتطبيق سياسته المناهضة للهجرة هي أن يصبح رئيساً للوزراء. ومع ذلك، في ظل النظام السياسي الهولندي المتشظي، لا يمكن لأي حزب الحصول على الأغلبية المطلقة في البرلمان، ويحتاج زعيم اليمين المتطرف إلى شركاء لتشكيل ائتلاف. يبدو أن حزب الحرية قد فقد جزءاً من دعمه منذ انتخابات 2023، حيث تشير الاستطلاعات الأخيرة إلى أنه قد يفوز بما يقرب من 28 إلى 30 مقعداً من أصل 150.
يبقى السؤال الأهم بعد الانتخابات القادمة: من سيرغب في تشكيل ائتلاف مع حزب الحرية؟ فقد كان هناك غضب واسع النطاق ضد زعيم اليمين المتطرف، الذي اتهم بإسقاط الحكومة فيما اعتبره الكثيرون أزمة مصطنعة.