
في كلمات قليلة
أعلن كير ستارمر، زعيم حزب العمال البريطاني، عن تشديد قواعد الهجرة في المملكة المتحدة. يرى المحللون أن الهدف من هذا التحول هو تمكين "الناس العاديين" من السيطرة على مصيرهم، متجاوزاً مجرد الدوافع الانتخابية.
أعلن زعيم حزب العمال البريطاني، كير ستارمر، عن سلسلة من الإجراءات الصارمة تهدف إلى زيادة السيطرة على تدفقات الهجرة. يُنظر إلى هذه الخطوة على أنها مناورة انتخابية أو تحول نحو اليمين، لكن التحليل يشير إلى أسباب أعمق.
من بين القيود المعلنة، زيادة مدة الانتظار للحصول على وضع الإقامة الدائمة من خمس سنوات إلى عشر سنوات. كما سيتم تشديد معايير اللغة والتعليم للحصول على تأشيرات العمال المهرة. بالإضافة إلى ذلك، سيتم ربط توظيف العمال الأجانب بضرورة تدريب العمال المحليين أولاً.
هذا الخطاب والإجراءات الملموسة تتعارض بشكل حاد مع موقف حزب العمال خلال الثلاثين عاماً الماضية. جاء الإعلان عن هذه التدابير بعد فترة وجيزة من انتصارات حزب العمال الكبيرة في الانتخابات المحلية، مما يؤكد طابعها الاستراتيجي.
ومع ذلك، ووفقاً لتحليلات الخبراء، فإن هذا التحول ليس مجرد حسابات انتخابية. إنه يطرح سؤالاً سياسياً أساسياً حاسماً ليس فقط لبريطانيا بل لقوى اليسار في جميع أنحاء العالم: مسألة السيطرة على الهجرة. يُقال إن الهدف من الإجراءات المعلنة هو "إعادة الناس العاديين السيطرة على مصيرهم"، مما يمنحهم شعوراً بالأمان والقدرة على التنبؤ في الأمور المتعلقة بالحدود والتركيبة السكانية.
في سياق متصل، أظهرت الإحصاءات الرسمية انخفاضاً كبيراً في صافي الهجرة إلى المملكة المتحدة في عام 2024، من 860 ألف إلى 431 ألف شخص. توفر هذه الأرقام بعض الراحة لكير ستارمر، الذي يتعرض لضغوط من قوى اليمين المتطرف بشأن هذا الملف الحساس.