
في كلمات قليلة
حزب التجمع الوطني في فرنسا، بقيادة جوردان بارديلا، ينجح في جذب شرائح جديدة من الناخبين، منها الطبقة الوسطى وموظفي القطاع العام. نتائج الانتخابات الأخيرة تؤكد تحول الحزب نحو نموذج "الجذب الشامل".
كشفت الانتخابات التشريعية الفرنسية الأخيرة عن تطورات جديدة في استراتيجية حزب التجمع الوطني (RN) بقيادة جوردان بارديلا. فبينما يحتفظ الحزب بقاعدته القوية بين الناخبين التقليديين، فإنه يظهر تحولاً تدريجياً ليصبح ما يُعرف بـ "حزب الجذب الشامل"، مستقطباً شرائح جديدة من المجتمع.
شهدت انتخابات 2024 نجاحاً غير مسبوق للتجمع الوطني، حيث حصل على 29.3% من الأصوات و142 مقعداً في الجمعية الوطنية (بما في ذلك 17 مقعداً للحلفاء). هذه النتيجة تأتي ضمن اتجاه صعودي مستمر منذ عام 2017، وتستند إلى القاعدة الانتخابية الصلبة من الناخبين الذين دعموا مارين لوبان في الانتخابات الرئاسية السابقة.
لم يحتفظ التجمع الوطني بشعبيته بين العمال والموظفين فحسب، بل عززها أيضاً، حيث نال 36% و48% من أصواتهم على التوالي. يأتي جزء كبير من هذا الدعم من البلديات الصغيرة والمتوسطة، التي غالباً ما تقع في مناطق ذات هشاشة اجتماعية وتعاني من الجريمة وعدم الاستقرار الاقتصادي.
لكن النجاح الأخير أبرز أيضاً توسع قاعدة ناخبي التجمع الوطني. يتجه الحزب تدريجياً نحو نموذج "حزب الجذب الشامل"، مستقطباً أصواتاً من فئات اجتماعية جديدة. لوحظ تزايد الدعم بين موظفي القطاع العام وممثلي الشرائح العليا من الطبقة الوسطى. هذا التحول يشير إلى سعي التجمع الوطني لتجاوز قاعدته التقليدية ليصبح قوة سياسية أكثر شمولية وتأثيراً في المشهد السياسي الفرنسي.