
في كلمات قليلة
أصدرت الحكومة الفرنسية فيديو عن المقاومة أنتجته بالذكاء الاصطناعي احتفالاً بيوم المقاومة، لكنها سحبته بعد انتقادات بسبب خطأ تاريخي واستخدام الذكاء الاصطناعي، ووصفه البعض بـ"تزييف التاريخ". وتعهدت السلطات بإصدار نسخة معدّلة.
اضطرت الحكومة الفرنسية إلى سحب مقطع فيديو من حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي، كان مخصصاً للاحتفال باليوم الوطني للمقاومة. جاء هذا الإجراء بعد انتقادات واسعة من المستخدمين بشأن وجود خطأ تاريخي وسوء استخدام للذكاء الاصطناعي في المقطع.
كانت المبادرة، التي قام بها جهاز الإعلام الحكومي (SIG)، تهدف في الأصل إلى إحياء اليوم الوطني للمقاومة، الذي يوافق 27 مايو. تم نشر الفيديو القصير على إنستغرام وتيك توك، ويروي قصة امرأة من المقاومة الفرنسية.
يبدأ الفيديو، ومدته ثلاثون ثانية، بعبارة «POV: أنت امرأة من المقاومة خلال الحرب العالمية الثانية»، مستخدماً صيغة شائعة على الإنترنت (POV تعني «وجهة نظر»). يعرض الفيديو المرأة وهي توزع «صحيفة سرية» في صندوق بريد قبل أن يعترضها جنديان يرتديان الخوذات. يظهر بعد ذلك تعليق فرعي يقول: «تم القبض عليّ وتعذيبي».
لكن المشهد الأخير، الذي يصور المقاوِمة وهي تحتفل بالتحرير ممسكةً بالعلم وسط مجموعة من الأشخاص المبتسمين، ظهر فيه جندي كانت خوذته شديدة الشبه بخوذات الجنود الألمان الذين احتلوا فرنسا. أثار هذا الخطأ التاريخي غضباً شديداً.
تلقى الفيديو انتقادات لاذعة من مستخدمي الإنترنت. وصف البعض المقطع بأنه «تزييف للتاريخ تروجه الحكومة، إنه فضيحة». علّق آخرون بأن «سوء استخدام الذكاء الاصطناعي يكون واضحاً من على بعد أميال»، واعتبر البعض الفيديو «بشعاً ومهيناً لمن كانوا في صفوف المقاومة».
كما وجه الكثيرون انتقادات لاستخدام الحكومة للذكاء الاصطناعي بدلاً من التعاون مع فنانين، صحفيين، أو الاعتماد على صور تاريخية حقيقية. تساءل المستخدمون: «أين الصور التاريخية بأسماء نساء المقاومة؟ بدلاً من استخدام الذكاء الاصطناعي، قدموا لنا التاريخ!»
من جانبه، دافع جهاز الإعلام الحكومي (SIG) عن استخدام الذكاء الاصطناعي في إنتاج المحتوى، مشيراً إلى «التحدي المتمثل في تكييف المحتوى وأشكال السرد مع الاستخدامات الجديدة للجمهور، خاصة على شبكات التواصل الاجتماعي». ومع ذلك، تم سحب الفيديو.
أعلن الجهاز أيضاً عن نيته إعادة نشر الفيديو بعد إجراء بعض التصويبات. وأوضح ممثلو SIG أن «النسخة الجديدة التي سيتم نشرها تم التحقق منها من قبل مؤرخين من مؤسسة المقاومة».