
في كلمات قليلة
وصف السياسي الفرنسي جان لوك ميلونشون اللغة الفرنسية بأنها لغة 'كريولية'، مؤكداً على طبيعتها المختلطة. رد اللغوي جان شلاموفيتش بأن هذا الوصف غير دقيق علمياً ويعتبره محاولة سياسية لتقويض مكانة اللغة القياسية.
أثارت تصريحات جان لوك ميلونشون حول "تهجين" اللغة الفرنسية أو ما يسميه "creolisation" نقاشاً حاداً. يؤكد السياسي الفرنسي أن اللغة الفرنسية هي نتاج خليط معقد ويجب ألا تعتبر "ملكية حصرية" للفرنسيين. ويرى أن اللغة هي ظاهرة "كريولية وسياسية".
كان ميلونشون، زعيم حركة "فرنسا الأبية"، قد أثار هذا الموضوع من قبل في أواخر عام 2023، وعاد ليتناوله مؤخراً خلال ندوة حول الفرانكفونية. يروج ميلونشون باستمرار لفكرة أن الفرنسية هي "كريولية ناجحة".
لكن اللغوي البارز جان شلاموفيتش، أستاذ جامعي، يخالف هذا الرأي بشدة. يؤكد شلاموفيتش أنه رغم اقتباس اللغة الفرنسية بالفعل لكلمات من لغات عديدة، فإن هذا الواقع لا يخول وصفها بـ "لغة كريولية" بالمعنى اللغوي الدقيق.
في مقابلة، أوضح شلاموفيتش أن ميلونشون في الواقع لا يتحدث عن اللغة من منظور نحوي بحت. هدفه هو فقط إعطاء قيمة وتطبيع الممارسات اللغوية الاجتماعية للأقليات، أي بشكل عام المفردات ذات الأصل الأجنبي وتشويه اللغة الفرنسية المتداولة. ويرى اللغوي أن وراء هذا الترويج الاجتماعي اللغوي، يجب قراءة محاولة لجعل اللغة الفرنسية "القياسية" تبدو قديمة أو غير عصرية.
وبالتالي، فإن الجدل حول "تهجين" اللغة الفرنسية الذي أثاره جان لوك ميلونشون، وفقاً للخبراء، هو مناورة سياسية تهدف إلى تغيير تصور القاعدة اللغوية، وليس تحليلاً لغوياً دقيقاً.