في كلمات قليلة
التقى جان لوك ميلانشون، زعيم حزب "فرنسا الأبية"، بالستريمر الأمريكي التركي حسن بيكر، المعروف بآرائه الصادمة حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. أثار اللقاء جدلاً واسعًا، خاصة بعد أن تم استجواب بيكر من قبل السلطات الأمريكية عند عودته.
أثار مؤسس حزب "فرنسا الأبية" اليساري، جان لوك ميلانشون، ضجة بعد ظهوره مع نجم شبكات التواصل الاجتماعي الأمريكي التركي المثير للجدل، حسن بيكر، المعروف بمتابعيه بالملايين وآرائه اليسارية الراديكالية.
حسن بيكر هو أحد أبرز وجوه السوشيال ميديا في الولايات المتحدة، ولديه 1.5 مليون متابع على منصة X (تويتر سابقًا) وحوالي ضعف هذا العدد على منصة البث المباشر Twitch، حيث يقدم محتوى فيديو ويتفاعل مباشرة مع جمهوره. بنى بيكر شهرته على التعليق على الحياة السياسية الأمريكية والأوضاع الدولية، مع تبنيه رؤية يسارية متطرفة تصل إلى حد التحريض.
خلال زيارته الأخيرة لباريس الأسبوع الماضي، تواصل بيكر مع جان لوك ميلانشون ودعاه للمشاركة في برنامجه الذي يحظى بمتابعة واسعة، خاصة بين الشباب، عبر الإنترنت. أمضى القيادي البارز في اليسار المتطرف الفرنسي والأوروبي ساعة ونصف في حوار مفتوح على قناة Twitch التي يتابعها الملايين.
تم هذا اللقاء الودي بمناسبة صدور الكتاب الأخير لميلانشون، المرشح الرئاسي ثلاث مرات، باللغة الإنجليزية (Now, the People!: Revolution in the Twenty-First Century). ونشر السياسي الفرنسي البالغ من العمر 73 عامًا مقطع الفيديو على قناته الخاصة على يوتيوب، واصفًا حسن بيكر بأنه "الأمريكي الأكثر إثارة للاهتمام" الذي قابله.
لكن الجدل يكمن في الاتهامات الخطيرة الموجهة إلى حسن بيكر. ففي بثوثه اليومية، يدافع النجم الأمريكي التركي عن سكان غزة بعبارات يراها البعض "معادية للسامية". لم يتردد بيكر في التصريح أمام جمهوره، والميكروفون مفتوح، بأن "لا أهمية على الإطلاق إن وقعت عمليات اغتصاب في 7 أكتوبر. هذا لا يغير الديناميكية بتاتًا". كما قال "يجب معاملة كل صهيوني (كلمة مسيئة) كأنه نازي جديد متعصب (كلمة مسيئة)". ووصف الإسرائيليين بأنهم "أغبياء نتاج زواج الأقارب"، معتبرًا أنه "لا يجب أن يُسمح لأي شخص يعبر عن أدنى شعور إيجابي تجاه إسرائيل بشغل أي منصب سياسي مهما كان ثانويًا".
بالإضافة إلى تصريحاته النارية، قام بيكر البالغ من العمر 33 عامًا بنقل مقاطع فيديو لمنظمة حماس على قناته على Twitch، وهي منظمة مصنفة على قوائم الإرهاب وقفت وراء هجمات 7 أكتوبر التي أسفرت عن مقتل 1200 شخص على الأقل، بينهم 37 طفلاً، واحتجاز عشرات الرهائن. كما بث على قناته فيديو دعائيًا لمنظمة الجهاد الإسلامي الفلسطيني، يتضمن هتافات مثل: "الله أكبر! الموت لإسرائيل! الموت لأمريكا! اللعنة على اليهود! النصر للإسلام!".
هذا السلوك دفع عضوًا ديمقراطيًا في الكونغرس الأمريكي، ريتشي توريس، إلى الكتابة لمنصة Twitch للإشارة إلى الطبيعة "الخطيرة" لهذا الشخص. وقد تم استجواب حسن بيكر لفترة وجيزة من قبل الشرطة الأمريكية على الحدود عند عودته من فرنسا، وهو ما رواه لمتابعيه في اليوم التالي.
لم يعلق محيط جان لوك ميلانشون فورًا على الموضوع. لكن ميلانشون نفسه نشر تغريدة على منصة X بعد علمه بتوقيف الستريمر من قبل السلطات الأمريكية، حيث كتب: "بعد لقائنا على Twitch، عاد حسن بيكر إلى الولايات المتحدة. تم توقيفه على حدود بلاده واستجوابه لساعات عديدة من قبل الشرطة حول أنشطته ومقابلاته ووجهات نظره. شرطة الحدود التي تحولت إلى شرطة سياسية لهذه المناسبة تطبق قاعدة جديدة: حقوق المواطنين الأمريكيين لا تُمنح لهم حتى يعبروا الحدود". واعتبر ما حدث بمثابة "شرطة سياسية".
