
في كلمات قليلة
يقوم وزير العدل الفرنسي جيرالد دارمانين بخطوات استباقية للمنافسة في انتخابات الرئاسة الفرنسية عام 2027. يطرح مبادرات جريئة في مجالات الأمن ومكافحة الجريمة لجذب الانتباه وتقديم نفسه كسياسي حازم.
وزير العدل الفرنسي، جيرالد دارمانين، ورغم أنه لا يزال متأخراً في سباق الوصول إلى قصر الإليزيه عام 2027، يضاعف من تحركاته ومبادراته بهدف حجز مقعد له في المنافسة. يستعرض دارمانين قوته بإطلاق مقترحات مثيرة للجدل في محاولة لدخول معركة الانتخابات الرئاسية المقبلة.
في أقل من ثلاثة أسابيع، أطلق دارمانين ثلاث "بالونات اختبار". أولها، إرسال مجرمين خطيرين إلى سجن شديد الحراسة في غويانا الفرنسية. وثانيها، تطوير المراقبة باستخدام تقنية التعرف على الوجه. وثالثها، إنهاء استخدام النقود الورقية والمعدنية. هذه المبادرات الثلاث تهدف إلى إثارة الجدل العام وترسيخ مكانة دارمانين كشخصية سياسية بارزة ومستعدة لاتخاذ قرارات حاسمة. صرّح الوزير مؤخراً أنه يحتاج للوقت والبرلمان والمال لإنجاز الأمور كوزير، وهي أمور لا يمتلكها حالياً بالكامل. ومع ذلك، فإنه يستغل المساحة المحدودة المتاحة له، خاصة في مكافحة تهريب المخدرات داخل السجون، ليفتح آفاقاً لمرحلة ما بعد ماكرون.
خلافاً لسياسيين آخرين، لا يصرح دارمانين بأن "حقبة ماكرون ستنتهي في الأشهر المقبلة"، لكن تحركاته تشير بوضوح إلى استعداده لهذه المرحلة. ربما كان هذا هو السبب الذي دفع قصر الإليزيه إلى تسريب معلومات عن "إعادة تقويم" دارمانين خلال اجتماع مجلس الدفاع الأخير، حيث أبدى الرئيس إيمانويل ماكرون عدم رضاه عن تحركاته المستقلة.
من بين مبادرات دارمانين، يبرز اقتراح إلغاء النقد بهدف الحد من "الجريمة اليومية". لكن بعض الخبراء، ومنهم متخصصون في المافيا والاقتصاد غير المشروع، يشككون في قدرة هذا الإجراء على تحقيق هدفه المعلن، معتبرين أنه قد لا يطال تدفقات الأموال غير المشروعة الرئيسية.
بشكل عام، تعكس تحركات جيرالد دارمانين سعيه الجاد للمشاركة في الانتخابات الرئاسية الفرنسية عام 2027. يركز في استراتيجيته على لفت الانتباه من خلال طرح مبادرات جريئة، مثيرة للجدل أحياناً، في مجالات الأمن ومكافحة الجريمة التي تهم الرأي العام.