
في كلمات قليلة
جيورجيا ميلوني، رئيسة الوزراء الإيطالية التي كانت سابقاً تعتبر منبوذة، أصبحت مصدر إلهام لعدد من ساسة اليمين الفرنسي مع اقتراب انتخابات 2027. هذا التحول يأتي على خلفية استمرار الخلافات بين إيطاليا وفرنسا، لا سيما في قضايا الهجرة والعلاقات الدولية.
أصبحت رئيسة الوزراء الإيطالية جيورجيا ميلوني شخصية ذات تأثير متزايد في الساحة السياسية الأوروبية، وتشير التحليلات إلى أن ساسة اليمين الفرنسي بدأوا ينظرون إليها كنموذج يُحتذى به.
يذكر العديد من الشخصيات البارزة في اليمين الفرنسي، مثل برونو ريتاليو وإدوار فيليب وجوردان بارديلا، اسم رئيسة الوزراء الإيطالية بشكل متزايد، مستلهمين تجربتها في سياق التحضير للانتخابات الرئاسية الفرنسية المقررة عام 2027.
ومع ذلك، لا تزال العلاقات بين إيطاليا وفرنسا تشهد بعض التوترات. وقد أبرزت الزيارة الأخيرة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى روما في 3 يونيو الخلافات القائمة بين البلدين.
تناول العشاء الذي أقيم في قصر كيجي، مقر رئاسة الوزراء الإيطالية، مجموعة من القضايا التي تتباين فيها وجهات نظر باريس وروما. وتشمل هذه القضايا العلاقة مع دونالد ترامب، والاتفاقية التجارية مع دول ميركوسور، والأهم من ذلك، كيفية التحكم في تدفقات الهجرة.
أول لقاء بين ماكرون وميلوني في عام 2022، والذي تم سراً في جناح فندقي على أطراف روما، أعطى إشارة مبكرة لطبيعة علاقتهما. في ذلك الوقت، كان العديد من القادة المؤيدين لأوروبا وقسم كبير من الصحافة يتعاملون بحذر شديد مع ميلوني وحزبها "إخوة إيطاليا" (Fratelli d'Italia)، الذي تعود جذوره إلى حركة ما بعد الفاشية.
لكن رغم الاختلافات الإيديولوجية والسياسية، يسعى قادة البلدين إلى تقريب وجهات النظر قبل قمتي مجموعة السبع وحلف شمال الأطلسي المقبلتين.
في سياق سياسات الهجرة، تشير تقارير إلى أن إيطاليا وفرنسا تخططان لتوحيد مجموعة من الدول حول نص يدين دور المحكمة الأوروبية لحقوق الإنسان في عرقلة تشديد سياسات الهجرة. وهذا الجانب يكتسب أهمية خاصة في ضوء التحديات المرتبطة بتدفقات المهاجرين إلى أوروبا.
فيما يتعلق بالولايات المتحدة، يبدو أن ميلوني تتبع مساراً مختلفاً عن بعض نظرائها الأوروبيين، حيث تسعى لتعزيز العلاقات مع واشنطن، بما في ذلك مناقشة القضايا التجارية والاستراتيجية.
باختصار، تحولت جيورجيا ميلوني من شخصية مثيرة للجدل والحذر إلى سياسية يُنظر إليها كنموذج يلهم القوى اليمينية خارج إيطاليا، وتحديداً في فرنسا، وذلك بفضل أسلوبها السياسي وبعض النجاحات التي حققتها حكومتها، بما في ذلك تحسين الأداء الاقتصادي لإيطاليا.