
في كلمات قليلة
قال الخبير الدستوري الفرنسي جان فيليب ديروزيه إن الرئيس إيمانويل ماكرون "يضر بالوظيفة الرئاسية" من خلال ممارساته منذ عام 2017. واعتبر أن حل الجمعية الوطنية الأخير كان نتيجة حتمية لهذا النهج وهزيمة معسكر الرئيس في الانتخابات الأوروبية.
انتقد جان فيليب ديروزيه، أستاذ القانون العام في جامعة ليل، بشدة ممارسات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. يرى الخبير الدستوري أن ماكرون "يضر بالوظيفة الرئاسية" منذ توليه السلطة عام 2017، وذلك في تعليق له على قرار الرئيس الأخير بحل الجمعية الوطنية.
ويعتقد ديروزيه أن "إيمانويل ماكرون يلحق ضرراً كبيراً بالمؤسسات منذ اللحظة التي يعتقد فيها أنه مطلق القوة بحجة فوزه في الانتخابات". ورغم إقراره بأن حق حل البرلمان من صلاحيات الرئيس الدستورية، إلا أنه شدد على ضرورة استخدامه "بتمييز".
يقول الخبير الدستوري إن ماكرون لم يتصرف بشكل "مخالف للدستور" بالمعنى الحرفي، لكنه "راكم ممارسات، طريقة حكم ليست هي التي أرادها مؤسسو الجمهورية الخامسة". واستشهد بإصلاح نظام التقاعد واستخدام كافة الأدوات المتاحة، معتبراً أن ذلك "ألحق ضرراً كبيراً بالمؤسسات". وأوضح أنه حتى لو لم يكن هو من استخدم هذه الأدوات مباشرة، بل "حكومته"، فإنه "كان من الواضح هو القائد".
كما أشار ديروزيه إلى أنه بعد الانتخابات التشريعية عام 2022 التي حصل فيها ماكرون على أغلبية نسبية فقط، "لم يتفاوض إيمانويل ماكرون". وفيما يتعلق بالتقاعد، "فرض إصلاحاً كما لو كان يمتلك أغلبية"، معتبراً أنه في عام 2022، "تم انتخابه ديمقراطياً لكنه هزم سياسياً، أي أن أغلبيته لم تتجدد، بل ضعفت بشكل كبير"، وكان "عليه أن يستخلص العواقب".
بالنسبة لحل البرلمان، ذكر ديروزيه أنه بدا له "حتمياً" بعد الهزيمة الساحقة لمعسكر الرئيس في الانتخابات الأوروبية لعام 2024. يرى أن الحل كان نتيجة عملية تراكمية بدأت منذ عام 2017 وتأكدت في عام 2022. ويعتقد الخبير أن قرار الحل "كان قد أُعلن في 9 يناير" 2024، عندما قرر ماكرون "إقالة رئيسة وزرائه إليزابيث بورن دون أي سبب"، واصفاً ذلك بـ"نزوة الأمير". ووفقاً لديروزيه، كان لابد من رد سياسي بعد الانتخابات الأوروبية، و"لا يمكن أن يكون سوى حل الجمعية الوطنية".