
في كلمات قليلة
يقدم عالم السياسة جيل كيبل تحليلاً للتأثير المحتمل لتنظيم "الإخوان المسلمون" على الانتخابات البلدية الفرنسية عام 2026. يشرح كيبل تكتيك تقديم الأصوات للمرشحين مقابل تنازلات، ويستشهد بأمثلة سابقة حدثت في فرنسا لتوضيح هذه الاستراتيجية.
أثار عالم السياسة المعروف جيل كيبل قضية التأثير المحتمل لتنظيم "الإخوان المسلمون" على نتائج الانتخابات البلدية المقرر إجراؤها في فرنسا عام 2026. وقال كيبل إن هذا التنظيم، الذي وصفه بـ"التهديد" والذي يستخدم تكتيك "الاندماج السري" (entrisme)، قد يلعب دوراً هاماً في السياسة المحلية.
شرح كيبل الآلية التي يمكن من خلالها ممارسة هذا التأثير قائلاً: "يمكن لممثلي التنظيم التواصل مع المرشحين في الدوائر الانتخابية التي يكون فيها الفارق بين المتنافسين ضئيلاً، ويقدمون لهم 300 صوت مضمونة. وعندما تصل مع 300 صوت مضمونة إلى مسؤول منتخب في مدينة يُحسم فيها الأمر بفارق 500 صوت، فإنك ستجد آذاناً صاغية". وأضاف الخبير في شؤون الإسلام أن هذا الدعم لا يأتي مجاناً ويتطلب العديد من التنازلات، مثل التأثير على قضايا الأمن العام، وفتح أماكن عبادة جديدة، ومسألة توفير الطعام الحلال في المقاصف.
أكد كيبل أن هذا السيناريو حدث بالفعل في الماضي، مستشهداً بحالة أولنيه-سو-بوا في سنوات الألفين. قال كيبل: "لقد أبرم رئيس البلدية اليساري آنذاك اتفاقاً مع تنظيم مقرب من الإخوان المسلمين... لكنه لم ينفذ ما كان مطلوباً، وهو تخصيص أماكن لمدرسة إسلامية".
وتابع عالم السياسة: "في الانتخابات التالية، قام نفس التنظيم بدعم مرشح اليمين ليتم انتخابه، حيث تعهد بتخصيص هذه المدرسة". وبالفعل، بعد أربع سنوات، في عام 2018، قام المسؤول بتخصيص مباني المدرسة الحكومية القديمة لجمعية "الأمل الإسلامي للشباب الفرنسي"، التي افتتحت مدرسة خاصة هناك.
كما تطرق الخبير في شؤون الإسلام إلى "انتصارات" أخرى حققها "الإخوان المسلمون" في فرنسا، بدءاً من مسألة ارتداء الحجاب. وقال: "لقد خلقوا عنصراً مزعجاً وظهروا كمقاومين بامتياز للدولة الفرنسية". وعلى الرغم من أن فرنسا "لم تتراجع في هذه القضايا"، إلا أن "كل شيء مفتوح اليوم"، كما خلص كيبل، مشدداً على أن هذا هو السبب وراء هذا الصدى الكبير الذي يحظى به هذا التقرير ونتائجه السياسية.