
في كلمات قليلة
أوضح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون تصريحاته التي أثارت جدلاً حول اتهامه لبعض السياسيين والإعلام باستخدام "الحوادث اليومية" (faits divers) في "غسيل دماغ" الجمهور. قال ماكرون إن كلامه أُخرج من سياقه، ودعا إلى التركيز على القضايا الأساسية مثل البيئة إلى جانب الأحداث الجارية.
أوضح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخراً تصريحاته التي أثارت جدلاً واسعاً، والتي انتقد فيها ميل بعض السياسيين إلى استغلال "الحوادث اليومية" (faits divers، وهو مصطلح يشمل الأخبار الجنائية والحوادث المتفرقة) بشكل مفرط، مما يصرف الانتباه عن قضايا هامة مثل مكافحة تغير المناخ.
في مقابلة مع صحف إقليمية في وقت سابق من الأسبوع، قال ماكرون إن بعض السياسيين "يفضلون القيام بـ 'غسيل دماغ' (brainwash) حول غزو البلاد و'الحوادث اليومية' الأخيرة"، على حساب "مكافحة المناخ". قوبلت هذه التصريحات بانتقادات لاذعة، خاصة في أعقاب أحداث مأساوية شهدتها فرنسا مؤخراً.
أدانت الأوساط القومية بشدة تصريحات الرئيس، متهمة إياه بـ "الانفصال عن الواقع" و"الازدراء". وتصاعدت حدة الانتقادات عقب جريمة قتل معلمة داخل مدرسة على يد تلميذ، مما أعاد تسليط الضوء على قضايا الأمن والعنف. وعلق زعيم حزب التجمع الوطني، جوردان بارديلا، مخاطباً ماكرون مباشرة: "بالأمس، نددت بـ 'أولئك الذين يقومون بغسيل الدماغ حول الحوادث اليومية الأخيرة'. الفرنسيون يعانون في آن واحد من العنف 'من الأسفل' والازدراء 'من الأعلى'".
رداً على الانتقادات، أوضح الرئيس ماكرون تصريحاته الأولية خلال ظهوره التلفزيوني. أكد أنه يقدم "الدعم والتعاطف والتحرك" في مواجهة هذه المآسي، لكنه شدد على أن كلامه "أُخرج من سياقه كالعادة".
قال ماكرون: "كما هو الحال دائماً، يتم إخراج الكلمات من سياقها... قلت إن هناك لحظات غضب بشأن البيئة، ثم يخرج هذا الموضوع تماماً من النقاش العام". وأدان ما أسماه "طغيان الحادث اليومي"، مشيراً إلى أن "هناك أشخاص يشاهدون التلفزيون أو شبكات التواصل الاجتماعي يعيشون في مجتمع معلومات ينتقل من حادث يومي إلى آخر".
ويرى الرئيس أن هذا الجو يغذيه بعض الصحفيين والأحزاب السياسية الذين يعتبرون أنه "من المفيد لهم أن يكونوا دائماً" في منطق الاستغلال المفرط لهذه الحوادث. وأضاف ماكرون أن "نهاية المطاف، يجعلون الناس مجانين لأن الناس يشعرون بالانتقال من حادث يومي إلى آخر"، في إشارة ضمنية إلى قنوات الأخبار المستمرة.
بناءً على هذا التشخيص، دعا الرئيس الفرنسي إلى "شكل من الانضباط الجماعي، وهو التعليق على الأحداث الجارية، ولكن أيضاً الحديث عن القضايا الأساسية". وحذر قائلاً: "لا يمكن أن يكون لدينا نقاش سياسي يتبع فقط الأحداث الجارية". وأكد مجدداً وقوفه إلى جانب الضحايا و"الرد بحزم لا يلين"، مع تكرار رغبته في "معالجة الأسباب العميقة إذا أردنا مجتمعاً يتقدم".