
في كلمات قليلة
عارض رئيس الوزراء الفرنسي السابق مانويل فالس استخدام مصطلح «البرابرة» لوصف مثيري الشغب، مفضلاً تسميتهم «مجرمين عنيفين». كما أبدى اعتراضه على إلغاء أحكام وقف التنفيذ، داعياً إلى ضرورة استجابة جنائية قاسية، لكنها قانونية وتأخذ في الاعتبار تفريد العقوبة.
اندلع جدل سياسي في فرنسا حول المصطلحات المستخدمة لوصف الأشخاص المتورطين في أعمال الشغب والتخريب. أعرب رئيس الوزراء السابق ووزير ما وراء البحار الحالي، مانويل فالس، عن معارضته الشديدة لاستخدام مصطلح "البرابرة" للإشارة إلى المشاركين في الأحداث الأخيرة، وخاصة أعمال التخريب التي رافقت الاحتفالات بفوز نادي "باريس سان جيرمان" لكرة القدم.
أثار الجدل السياسي برونو ريطايو، الذي وصف في منشور على حسابه في شبكة X (تويتر سابقاً) أولئك الذين نزلوا إلى شوارع باريس لارتكاب الجرائم واستفزاز قوات الأمن بـ"البرابرة". قوبل هذا الوصف بإدانة فورية من قبل أحزاب اليسار، التي اعتبرته وصمة عار تستهدف شريحة من السكان.
لكن الخلاف امتد أيضاً داخل الدوائر الحكومية نفسها. مانويل فالس، متحدثاً على قناة BFMTV، أكد أنه لا يشارك هذا الرأي. تساءل الوزير: "البرابرة هم الإرهابيون. وإلا فما هي الكلمة التي سنستخدمها لوصفهم؟"، مفضلاً بدلاً من ذلك وصف المتورطين بـ"المجرمين العنيفين". ويرى فالس أن استخدام مثل هذه الكلمات القوية "يؤجج النقاش في كل مرة". وأكد أنه "في هذه اللحظات التي تتسم بهشاشة ديمقراطية كبيرة، يجب استخدام الكلمات الصحيحة".
تطرق فالس أيضاً إلى مسألة إصلاح النظام القضائي. على الرغم من تأييده لـ"الحد الأدنى من العقوبات"، يرى الوزير أنه من غير الممكن إلغاء أحكام وقف التنفيذ (sursis) بالكامل، وهو ما يدعو إليه، على سبيل المثال، وزير الداخلية جيرالد دارمانان. يعتبر فالس أن ذلك سيؤثر على "أساس من أسس القانون". ويعتقد أن التشريع الحالي يوفر بالفعل أدوات كافية لمكافحة الجرائم، ويدعو إلى عدم "إعادة اختراع القانون باستمرار" وعدم "المبالغة في رد الفعل" تجاه الأحداث.
شدد رئيس وزارة ما وراء البحار على ضرورة وجود "استجابة جنائية قاسية وشديدة للغاية" لأعمال الشغب في جميع أنحاء فرنسا، لأن "العنف يؤثر على الفئات الأكثر ضعفاً في مجتمعنا". ومع ذلك، أكد مانويل فالس على أهمية مبدأ سيادة القانون وتفريد العقوبة من قبل القاضي، الذي يعتبر، في رأيه، "في صميم قانوننا الجنائي".