
في كلمات قليلة
يسلط هذا المقال الضوء على فترة غير معروفة من حياة السياسية الفرنسية مارين لوبان، حين عملت كمحامية لمدة ست سنوات. يستعرض التقرير بداياتها المهنية، التحديات التي واجهتها بسبب اسم عائلتها، وكيف انتقلت من قاعات المحاكم إلى الساحة السياسية.
قبل أن تصبح شخصية سياسية بارزة، وقائدة لحزب يميني، كانت مارين لوبان محامية شابة تعمل في قاعات المحاكم. يستعرض هذا المقال فصلاً غير معروف للكثيرين من حياتها، حيث أمضت ست سنوات في مهنة المحاماة قبل أن تقتحم الساحة السياسية بقوة.
في عام 1991، وقفت مارين لوبان، التي لم تكن معروفة آنذاك إلا كابنة لجان ماري لوبان، لتشارك في مسابقة "كوب ليبرسا"، وهي منافسة في فن الخطابة مخصصة للمحامين المتدربين. ورغم أنها لم تفز بالمركز الأول، إلا أنها تركت انطباعًا قويًا لدى الحاضرين بأسلوبها الذي وصف بأنه "أسلوب خطيب، بل سياسي تقريبًا". أدت اليمين القانونية في 22 يناير 1992، لتبدأ مسيرتها المهنية التي استمرت ست سنوات فقط.
لم تكن مسيرتها سهلة. فبينما كان والدها، جان ماري لوبان، خطيبًا مفوهًا وخريج كلية الحقوق، وجدت مارين نفسها تواجه تحديات كبيرة. وصفها زملاؤها السابقون بأنها كانت "مجتهدة وعنيدة"، لكنها عانت من العزلة بسبب اسم عائلتها. يتذكر المحامي فرانسوا فاغنر، الذي عملت في مكتب والده، كيف أن بعض العملاء رفضوا أن يرتبط اسمهم باسم "لوبان".
كانت حياتها المهنية تشبه حياة آلاف المحامين الشباب في باريس: أكوام من الملفات، تنقلات مستمرة بين المحاكم، وقضايا متنوعة تتراوح بين الطلاق والتشهير، وأحيانًا الدفاع عن ضحايا اعتداءات. ومن المفارقات أنها تطوعت للدفاع في قضايا المحاكمات الفورية، حيث دافعت في إحدى المرات عن نور الدين حميدي، وهو مهاجر غير شرعي من أصل جزائري، وهو ما يتناقض بشكل صارخ مع الخطاب السياسي الذي تبنته لاحقًا.
واجهت لوبان أيضًا صعوبات مالية. في سيرتها الذاتية، ذكرت أنها أدركت أن "10% من المحامين أغنياء، بينما 90% يكافحون لتغطية نفقاتهم". هذا الواقع، بالإضافة إلى العداء الذي واجهته من بعض زملائها، دفعها إلى إعادة التفكير في مستقبلها.
في عام 1998، اتخذت قرارها الحاسم. قالت لوالدها: "لم أعد أستطيع الاستمرار"، وتركت مهنة المحاماة لتنضم إلى الدائرة القانونية لحزب الجبهة الوطنية براتب شهري مغرٍ قدره 30,000 فرنك، وهو ما كان حلماً لمعظم زملائها السابقين. ومنذ تلك اللحظة، بدأت رحلة صعودها السياسي السريع، الذي توّج بوصولها إلى رئاسة الحزب في عام 2011.
يرى البعض أن تجربتها كمحامية صقلت شخصيتها السياسية. يقول النائب جيلبرت كولارد إنها لا تزال "محامية في جوهرها"، وإن قدرتها على "عدم الاستسلام للخصم، واستخدام كل الحجج المتاحة" هي درس تعلمته في قاعات المحاكم وأتقنته في الساحة السياسية.