مارين لوبان وجوردان بارديلا يستعرضان الوحدة في مواجهة التحديات السياسية الفرنسية

تسعى زعيمة حزب "التجمع الوطني" (RN) الفرنسي، مارين لوبان، ووريثها ورئيس الحزب، جوردان بارديلا، إلى تجاوز الاضطرابات الداخلية وإظهار الوحدة أمام الرأي العام استعداداً للحملات الانتخابية القادمة.

في خطوة تهدف إلى تعزيز صورتهما كفريق متجانس، قاما بزيارة مشتركة إلى معرض باريس الجوي في لو بورجيه. خلال الزيارة، وبعد مغادرة جناح شركة داسو، التفتت مارين لوبان، التي توصف بأنها "المرشحة الطبيعية" للحزب في الانتخابات الرئاسية القادمة، بحثاً عن جوردان بارديلا. قالت مازحةً: "أريد أن أعرف ما إذا كان رئيس وزرائي سيتسع بشكل أفضل في طائرة رافال من رئيس الوزراء الحالي"، ثم أمسكت بذراع الرجل الذي تتخيله في منصب رئيس الوزراء إذا وصلت إلى قصر الإليزيه. عبر وفد "التجمع الوطني" الصغير مدرج مطار لو بورجيه تحت أشعة الشمس الحارقة.

الهدف من هذا المشهد الذي بدا مرتجلاً هو محاولة السخرية من رئيس الوزراء الحالي غابرييل أتال، مستفيدين من انتشار مقطع فيديو يظهر محاولته الشاقة للخروج من طائرة مقاتلة فرنسية. قال بارديلا مبتسماً وهو يُصور من قبل وسيلة إعلامية واحدة فقط سُمح لها بالتصوير: "يا مارين، الخروج منها سهل جداً".

يأتي هذا التنسيق الظاهري في وقت يستعد فيه الحزب للانتخابات الرئاسية لعام 2027. على الرغم من الجهود لإظهار الانسجام، لا تزال هناك تكهنات داخل الأوساط السياسية وبين كوادر الحزب بشأن طبيعة العلاقة بين لوبان وبارديلا، حيث يصف البعض هذه العلاقة بـ"الصندوق الأسود"، مما يثير بعض التوترات الداخلية.

جوردان بارديلا، الذي يُنظر إليه كمرشح بديل في حال تعذر على مارين لوبان الترشح، يعرّف نفسه بوضوح على أنه من "اليمين"، وهو ما قد يثير أحياناً بعض التساؤلات داخل حزبه. سبق أن أشارت تقارير إلى تحول استراتيجي في المواقف الاقتصادية لمارين لوبان وجوردان بارديلا، بهدف تغيير صورة الحزب الذي غالباً ما يُتهم بتبني مواقف اقتصادية قريبة من اليسار في سبيل برنامج اجتماعي واسع.

إن محاولة لوبان وبارديلا إظهار التناغم والوحدة تكتسب أهمية في سبيل توحيد الصفوف وخلق الظروف المؤاتية لتحقيق الفوز في الانتخابات القادمة، متجاوزين "الاضطرابات" الماضية والتحديات الحالية.