ماريون ماريشال تقاضي الكوميدي مصطفى الأطرسي بتهمة "التحريض على الكراهية" بسبب نكتة عن "الكويرز"

يواجه الكوميدي الفرنسي من أصل مغربي، مصطفى الأطرسي، دعوى قضائية رفعتها ضده السياسية الفرنسية ماريون ماريشال، متهمة إياه بـ"التحريض على الكراهية". يتعلق الأمر بنكتة أثارت جدلاً واسعاً واعتبرتها المدعية تحريضاً ضد فئة معينة.

اشتهر مصطفى الأطرسي لدى الجمهور الواسع من خلال مشاركته في برامج لوران رويكييه على قناة France 2 في سنوات الألفين. ويعرض الأطرسي حالياً عرضه الكوميدي الجديد "Renaissance" (النهضة)، الذي يتضمن مراراً نكاتاً تستهدف ما يسميه "الكويرز" (gwers) - وهو مصطلح عامي ومهين يستخدم للإشارة إلى الأشخاص البيض أو الغربيين.

أثار الأطرسي الجدل مؤخراً بسبب جملة قالها في أحد عروضه وتم تداولها على شبكاته الاجتماعية: "كل الوقت الذي نضيعه في الشتم بين المغاربة والجزائريين، هو وقت ضائع لمهاجمة 'الكويرز' (gwers) (وهي طريقة مهينة لتسمية شخص أبيض أو غربي)". هذه النكتة دفعت أحد المشاهدين لمغادرة القاعة، مبرراً ذلك بالقول: "يبدو أنني غير مرحب به".

لم يمر تدخل ماريون ماريشال، عضو البرلمان الأوروبي من مجموعة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين، لدى القضاء دون رد فعل من الكوميدي. فقد أعاد الأطرسي نشر تغريدة ماريون ماريشال على حسابه في إنستغرام مرفقاً إياها برمز تعبيري على شكل قلب. كما شارك مع متابعيه البالغ عددهم 260 ألفاً صوراً من برامج إخبارية على قناة Cnews تناولت القضية، مضيفاً تعليقاً ساخراً: "يا له من يوم جميل".

في عرضه الأخير "Renaissance" الذي بدأ تقديمه عام 2024، تتكرر النكات الموجهة ضد البيض. ومن بين الأمثلة التي تم تداولها، قوله: "جان-شارل، سأقلب منحنى السخرية. لقد مرت أربعون أو خمسون سنة و'الكويرز' يسخرون منا في وسائل الإعلام. ستدفع ثمن الزبيدة [إشارة إلى أغنية نمطية عن امرأة من المغرب العربي]، أيها الوغد القذر".

مصطفى الأطرسي، البالغ من العمر 39 عاماً، معروف جيداً لدى الجمهور. اكتشف الكوميديا الارتجالية (ستاند أب) خلال رحلة مدرسية إلى المملكة المتحدة وسرعان ما رغب في امتهانها. بدأ نجاحه في المغرب، حيث وصل إلى نهائي مسابقة "15 سنة، 15 موهبة". بعد ذلك، اكتشفه جمال دبوز، الذي دعاه للمشاركة في الموسم الأول من Jamel Comedy Club على Canal + عام 2006.

شيئاً فشيئاً، اكتسبت نكات مصطفى الأطرسي مكانة في الساحة الباريسية وعلى الشاشة الصغيرة، لدرجة أن لوران رويكييه قرر دعمه. شارك في برامج رويكييه على إذاعة Europe 1 وتلفزيون France 2. كما شارك في الموسم الأول من برنامج "On n'est pas couché" عام 2006، لكن تم استبعاده بعد ستة أشهر بسبب "عنف لفظي" ضد مساعدة في البرنامج، قبل أن يعود بعد أسبوعين. استمر بالعمل مع رويكييه حتى عام 2008، ثم انضم إلى تيري آرديسون في برنامج "Salut les Terriens" على Canal +.

على الصعيد الشخصي، دخل في علاقة عام 2007 مع الصحفية والمقدمة التلفزيونية آن-إليزابيث ليموين. انتهت العلاقة بعد أشهر بشكوى قدمتها ليموين ضده بتهمة "الضرب والجرح".

بالإضافة إلى موهبته الكوميدية، قدم مصطفى الأطرسي برامج إذاعية وتلفزيونية. شارك في تقديم البرنامج الصباحي "6/9" على إذاعة NRJ بين عامي 2008 و2011. كما قدم برنامج "La nuit nous appartient" الأسبوعي على قناتي NRJ 12 وComédie + من 2009 إلى 2012، حيث استضاف شخصيات متنوعة بأسلوب خفيف وعفوي.

بعد مسيرته في الإعلام، عاد مصطفى الأطرسي إلى عشقه الأول، المسرح والستاند أب، متجنباً الظهور الإعلامي المكثف. قدم عدة عروض ناجحة مثل "Seul" (2015) و"Renaissance" الذي يعرض حالياً. تثير عروضه الحالية الجدل بسبب النكات التي تستهدف فئات مختلفة، خاصة "الكويرز" الذين يعتبرون أحياناً "دخلاء" في قاعات العرض التي يحضرها غالبية من الجاليات العربية والمغاربية. على الرغم من أن بعض النقاد يعتبرونه فكاهياً، إلا أنهم يشيرون إلى جديته في استفزازاته ويربطون ذلك بابتعاده عن الأضواء التلفزيونية.