
في كلمات قليلة
يناقش المدير السابق لشارلي إبدو، فيليب فال، في كتابه الجديد وحواراته، صعود معاداة السامية التي يرى أنها تهدد الحضارة الأوروبية. وينتقد القوى اليسارية الفرنسية، بما في ذلك حزب La France insoumise، لموقفها من هذه الظاهرة، خاصة بعد أحداث 7 أكتوبر.
أصدر فيليب فال، المدير السابق للمجلة الساخرة الشهيرة «شارلي إبدو»، كتاباً جديداً بعنوان «اليسار ومعاداة السامية» (La Gauche et l’Antisémitisme). في هذا العمل، يقوم الصحفي بتحليل وانتقاد ما يعتبره زلات و«خيانات» من قبل القوى السياسية اليسارية الفرنسية، مع التركيز بشكل خاص على حزب «فرنسا الأبية» (La France insoumise)، بعد الأحداث التي وقعت في 7 أكتوبر.
في حوار أخير له، شرح فيليب فال الأسباب التي دفعته لتأليف هذا الكتاب. أوضح أن العمل عليه استمر بالتوازي مع تطور الأحداث على مدى السنوات الثلاث الماضية. اعترف فال بأنه صُدم بـ«وقاحة» بعض المظاهر وكيف أن معاداة السامية لم تعد موضوعاً محظوراً أو من المحرمات، خاصة بعد وقوع جرائم معادية للسامية مروعة. كان يتوقع رد فعل يتمثل في التضامن والغضب، لكنه بدلاً من ذلك، شاهد كيف أصبحت معاداة السامية تُعامل «كشيء طبيعي»، وكأن هناك ضوءاً أخضر غير معلن «للخروج من الظل والتعبير عن الذات». أعرب فال عن قلقه العميق وشعوره بـ«الدوار» تجاه هذا التطور.
في كتابه، يتناول فال أيضاً بالتفصيل موقف زعيم حزب La France insoumise، متهماً إياه بالسعي لنشر الفوضى في المجتمع. يشير فال إلى أن زعيم هذا الحزب يُنظر إليه غالباً كشخصية تساهم في تغذية النزعة الطائفية والانقسام داخل فرنسا. ويعتقد فيليب فال أن هناك صلة واضحة بين تصرفات وخطاب ممثلي اليسار وتصاعد معاداة السامية الملحوظ في البلاد.