
في كلمات قليلة
يشير تقرير لمجلس الشيوخ الفرنسي إلى تأخر متزايد في تطبيق القوانين الجديدة، ويرجع ذلك بالأساس إلى الاضطرابات السياسية في البلاد. هذا التأخير يؤثر على قدرة المواطنين على الاستفادة الكاملة من حقوقهم المنصوص عليها في القوانين.
تطبيق القوانين في فرنسا يستغرق وقتاً أطول بعد إقرارها، وهو ما يثير قلقاً متزايداً لدى مجلس الشيوخ. يشير تقرير صادر عن المجلس الأعلى للبرلمان ونُشر يوم الجمعة إلى أن هذا التأخير مرتبط بشكل مباشر بالاضطرابات السياسية وما يُعرف بـ"التضخم التشريعي".
مجلس الشيوخ، الذي يتولى منذ خمسين عاماً مراقبة النشر الفعلي للتدابير التنظيمية التي تقرها الحكومة لتطبيق القوانين التي يوافق عليها البرلمان، يلاحظ تزايداً في فترات التأخير، خاصة منذ حل الجمعية الوطنية (الغرفة الأدنى في البرلمان) العام الماضي. يقدر التقرير الفترة 2023-2024 بأنها شهدت "تدهوراً" بسبب فترات "تصريف الأعمال الجارية" الطويلة.
خلال الفترة 2023-2024، من أصل 51 قانوناً أصدرها رئيس الجمهورية، كان 21 قانوناً فقط "قابلاً للتطبيق المباشر" وبالتالي لم يتطلب أي تدابير إضافية لدخوله حيز التنفيذ. أما بالنسبة للقوانين الثلاثين الأخرى التي تطلبت تدابير تطبيق: أربعة قوانين فقط أصبحت سارية بالكامل خلال دورة 2023-2024 بعد نشر جميع اللوائح المتوقعة. 17 قانوناً بقيت سارية جزئياً بسبب عدم نشر الحكومة لجميع التدابير التنظيمية المقررة، وتسعة قوانين لم تسجل أي تدابير على الإطلاق، مما يعني أن نسبة تطبيقها صفر.
في دورة 2023-2024، بلغ المعدل الإجمالي المتوسط لتطبيق القوانين - الذي يأخذ في الاعتبار التدابير المتوقعة (المرسومة والمقررة، المؤجلة أو غير المؤجلة) - 59% مقابل 64% في الدورة السابقة. هذا المعدل قريب من أدنى مستوياته التاريخية. أما متوسط تأخير نشر تدابير التطبيق فقد وصل إلى 7 أشهر و 24 يوماً (مقارنة بـ 5 أشهر و 20 يوماً في الدورة السابقة).
علاوة على ذلك، تم اتخاذ ما يقرب من 30% (29.5%) من التدابير اللازمة بعد أكثر من عام من إصدار القانون في 2023-2024، مقارنة بـ 4.8% في 2022-2023. على سبيل المثال، في أبريل 2023، اعتمد البرلمان مقترح قانون لتحسين معاشات رجال الإطفاء. بعد عامين، لم يتم نشر مرسوم التطبيق بعد. يؤكد التقرير أن "بعض الأشخاص لا يستطيعون ممارسة حقوقهم في انتظار التطبيق الكامل للقوانين السارية". وبالتالي، فإن رجال الإطفاء المتطوعين لا يمكنهم "تأكيد أرباع الاشتراكات التي تسمح لهم بإكمال مسيرتهم المهنية، بسبب عدم نشر المراسيم المنتظرة". أما بالنسبة لقانون الهجرة الصادر في يناير 2024، من أصل 30 تدبيراً تطبيقياً يتطلبها النص، تم نشر 16 فقط حتى الآن.
وفقاً لتقرير مجلس الشيوخ، فإن تطبيق القوانين هو "ضحية جانبية للاضطرابات السياسية التي شهدها عام 2024". يشير مجلس الشيوخ بذلك إلى حل الجمعية الوطنية في 9 يونيو 2024، بالإضافة إلى "اعتماد مذكرة حجب الثقة عن الحكومة في 4 ديسمبر الماضي في إطار دراسة مشروع قانون تمويل الضمان الاجتماعي لعام 2025 وفترات 'تصريف الأعمال الجارية' التي تلت ذلك". بالنسبة للغرفة العليا في البرلمان، كان لكل هذا "تأثير مؤكد على معدل تطبيق القوانين". يؤكد مجلس الشيوخ أنه "خلال هذه الفترات الانتقالية، تعطلت بشكل كبير مسارات المصادقة على تدابير التطبيق من قبل الوزارات ومكاتب الوزراء"، متحدثاً عن "تجاوز كبير لمهلة الستة أشهر، وهو أعلى مما لوحظ خلال جائحة كوفيد-19". تفسير آخر يقدمه التقرير هو التضخم التشريعي، أي زيادة عدد القوانين وحجمها وطابعها المشترك بين الوزارات، مما يعقد أيضاً عملية المصادقة.
تم تقديم التقييم السنوي لتطبيق القوانين حتى 31 مارس 2025 من قبل سيلفي فيرميه، نائبة رئيس مجلس الشيوخ ورئيسة وفد المكتب المسؤول عن العمل البرلماني وشروط ممارسة ولاية عضو مجلس الشيوخ. يغطي هذا التقييم القوانين التي تم اعتمادها خلال دورة 2023-2024. وهو يستند إلى متابعة اللجان الدائمة واللجان الخاصة للنصوص الصادرة تنفيذاً للقوانين التي تقع ضمن اختصاصها. يُعقد اجتماع مع الحكومة مرة واحدة سنوياً لمراجعة تطبيق النصوص. تدعو سيلفي فيرميه إلى عقد هذا الاجتماع كل ثلاثة أشهر.
تجدر الإشارة إلى أنه لكي يصبح القانون نافذاً، يجب أن يوافق عليه البرلمان، ويصدره رئيس الجمهورية، ويُنشر في الجريدة الرسمية. يمكن أن يدخل حيز التنفيذ في اليوم التالي لنشره أو في تاريخ يحدده القانون نفسه. في العديد من الحالات، لا تصبح بعض أحكام القانون قابلة للتطبيق إلا بعد اعتماد التدابير التنظيمية (مراسيم التطبيق) اللازمة لتنفيذه.