
في كلمات قليلة
رد النائب الاشتراكي الفرنسي جيروم غيدج بشدة على زعيمة حزب "البيئيون" مارين توندلييه، بعد تعرضه لهجوم لفظي في مسيرة عيد العمال بسبب موقفه من الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. انتقد غيدج تصريحات توندلييه الأولية التي قللت من أهمية الحادث ووصفها بأنها مثل إلقاء اللوم على الضحية.
وجد النائب الاشتراكي الفرنسي جيروم غيدج نفسه في قلب الاهتمام الإعلامي والنقاشات داخل اليسار الفرنسي لعدة أيام.
تعرض غيدج، وهو من اليهود، لهجوم وشتائم خلال مسيرات الأول من مايو في باريس من قبل ناشطين من اليسار واليسار المتطرف. جاء ذلك بسبب قراءته للصراع في غزة، والتي اعتُبرت موالية لإسرائيل، ودعمه للقضية الفلسطينية الذي اعتُبر خجولاً للغاية. لم يستسغ النائب عن إيسون حتى الآن رد الفعل الفوري للأمينة الوطنية لحزب "البيئيون"، مارين توندلييه.
في البداية، وصفت توندلييه لوسائل الإعلام موقفها بأنه "محرج" فيما يتعلق بتحديد ما إذا كانت أعمال العنف التي تعرض لها جيروم غيدج تندرج تحت "معاداة السامية لليسار المتطرف". والأسوأ من ذلك، أشارت المستشارة الإقليمية من أوت دو فرانس إلى أن وجود النائب الاشتراكي في مسيرات "عيد العمال" كان استفزازياً بعض الشيء، داعية في الوقت نفسه الاشتراكي إلى "عدم جعل الأول من مايو مجرد استعراض صحفي للحوادث".
في مواجهة موجة الاستياء في الأوساط السياسية، قدمت مارين توندلييه اعتذارها في اليوم التالي مباشرة، مؤكدة أن "جيروم غيدج، مثله مثل جميع الاشتراكيين والمتظاهرين، يجب أن يكون قادراً على المشاركة بهدوء".
في لقاء تلفزيوني مساء الاثنين، تحدث النائب الاشتراكي عن الجدل، كاشفاً أنه رفض الرد على اتصال هاتفي من مارين توندلييه قبل لحظات من نشر بيان اعتذارها على شبكات التواصل الاجتماعي.
قال جيروم غيدج: "لم أكن أرغب في ذلك، من السهل جداً الاعتذار بعد قول فظائع". واعتبر أن "كل هذا يبدو تافهاً" مقارنة بالقتال الدائر بين إسرائيل وحماس في قطاع غزة. يُذكر أنه زار المنطقة مؤخراً بمناسبة حدث للسلام نظمته مجموعة من النساء الإسرائيليات والفلسطينيات.
هذا الحادث، الذي يعتبر رمزاً للحالة السياسية المضطربة التي يمر بها اليسار الفرنسي - ولا سيما حزب "فرنسا الأبية" (LFI) - بشأن قضية معاداة السامية، دفع النائب الاشتراكي إلى حث القادة السياسيين على التحلي ببعض الحكمة. وقال مستنكراً: "إذا تم الاعتداء على مسؤولين منتخبين، لأي سبب كان، وتم إيجاد مبررات عبر اختراع 'أخبار كاذبة'، فهذا يعني أن هناك دائماً 'نعم، ولكن'، هناك نسبية".
ثم أقام مقارنة بين رد فعل مارين توندلييه المثير للجدل ورد فعل البعض تجاه النساء اللواتي تعرضن لاعتداءات جنسية: "ذكرني ذلك بعبارة 'كانت ترتدي تنورة قصيرة جداً، كأنها هي من جلبت ذلك على نفسها'".
وأضاف ساخراً، مستهدفاً بوضوح جان لوك ميلانشون: "أن يقال لي إنني من جلبت ذلك على نفسي، فهذا يعني إضفاء الشرعية على من يفرضون العنف في هذا النقاش، الذين يزيدون من حدة النزاع بشكل مفرط معتقدين أنهم سيجنون أي فائدة انتخابية".